أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش، أن طيرانه شن 19 ضربة في محيط مدينة الرمادي العراقية خلال 72 ساعة مضت. وقال متحدث باسمه: "زاد التحالف دعمه في الرمادي استجابة لطلبات قوات الأمن العراقية". وشرعت قوات الحشد الشعبي، أمس، في التوجه بأعداد كبيرة إلى محافظة الأنبار بغرب العراق بعد أن اجتاح داعش عاصمتها الرمادي، وأعلن عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي، إن الوضع في الرمادي يمثل "انهيارا تاما" للحكومة، بعد هجوم داعشي واسع استغرق ثلاثة أيام. ووصل وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان إلى بغداد ظهر أمس، لعقد "اجتماع تشاوري" مع نظيره العراقي خالد العبيدي، بحسب مسؤول بوزارة الدفاع العراقية. وقال مفضلا عدم كشف اسمه "وزير الدفاع الإيراني وصل إلى بغداد لعقد اجتماع تشاوري". ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن مستشار لمرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، إن "إيران مستعدة لتلبية أي طلب عراقي رسمي بمواجهة تنظيم" داعش بعد سيطرته على الرمادي. وقال المستشار علي ولايتي: أعتقد في نهاية المطاف أن "الرمادي شأنها شأن تكريت سوف تحرر من قبضة" داعش. وأعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أنه واثق من استرداد مدينة الرمادي في الأسابيع القادمة. وقال للصحفيين في العاصمة الكورية الجنوبية "سول"، "أنا على يقين من أن هذا الوضع سيتغير مع إعادة انتشار القوات وبمرور الأيام في الأسابيع المقبلة .. أنا واثق تماما من أن هذا سيتغير في الأيام القادمة". وقال علي السراي المتحدث باسم الحشد الشعبي لرويترز: إنهم تلقوا تعليمات بالتعبئة لكن لا يمكن الإفصاح عن توقيت الانتشار ولا نطاقه لأسباب أمنية، بعد أن أعلن البنتاغون، الأحد، إن مقاتلي داعش حققوا تفوقا في القتال في مدينة الرمادي، وإنه في حالة سقوط تلك المدينة الواقعة في غرب العراق، فإن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة سيدعم القوات العراقية "لاستردادها فيما بعد". وقالت اليسا سميث المتحدثة باسم البنتاغون: إن "الرمادي كانت محل صراع منذ الصيف الماضي، وأصبح لتنظيم (داعش) التفوق الآن". وأضافت، إن خسارة هذه المدينة لا يعني تحول الحملة العسكرية العراقية لصالح التنظيم، ولكنها اعترفت بأن ذلك يمنحه "انتصارا دعائيا". وقالت سميث: "هذا يعني فقط أنه يتعين على التحالف دعم القوات العراقية لاستعادتها (الرمادي) فيما بعد." وأضافت: إن الولاياتالمتحدة تواصل تزويدها بالدعم الجوي والمشورة. لكن البنتاغون أشار إلى أنه يرى أن الوضع في الرمادي مازال "مائعا وملتبسا"، بحسب متحدثة باسمه. وقالت مورين شومان: "من السابق لأوانه إصدار بيانات محددة عن الوضع على الأرض هناك في هذا الوقت"، وأضافت: إن الولاياتالمتحدة "تواصل متابعة تقارير القتال العنيف في الرمادي". وقال ضابط انسحب من القاعدة العسكرية المحاصرة في الرمادي: إن الداعشيين كانوا يحثونهم عبر مكبرات الصوت على إلقاء السلاح مقابل سلامتهم. وأضاف: "أغلب القوات انسحبت من قيادة العمليات وتمكن مقاتلو داعش من الاقتحام من البوابة الجنوبية." وتابع: "نحن ننسحب إلى الغرب للوصول إلى منطقة آمنة." وكان صباح كرحوت رئيس مجلس محافظة الأنبار، صرح: "إن تنظيم داعش سيطر على جميع مناطق الرمادي والمقرات الأمنية والعسكرية والدوائر والمباني الرسمية نتيجة انسحاب قوات الجيش منها". وأضاف: "ان التنظيم قام برفع رايته في جميع المباني والمقرات العسكرية بدلا من علم الدولة العراقية، وهربت مئات العوائل من مناطق الرمادي خوفا من أن يرتكب داعش مجازر وحشية بحق أبنائهم". وأوضح الكرحوت: "إن الساعات المقبلة ستشهد دخول قطاعات متطوعي الحشد الشعبي إلى مناطق المحافظة لإسناد القطاعات الأمنية، بغية محاربة التنظيم ودحره من مناطق المحافظة، ونحن متفائلون من أن دخول الحشد إلى الرمادي سيسهم وبشكل كبير في تحرير المحافظة وضمان عودة النازحين إلى ديارهم". وصرح مصدر عسكري عراقي بأن قوة من الحشد الشعبي بقيادة النائب هادي العامري وصلت بالفعل إلى مشارف مدينة الرمادي (110 كلم غرب بغداد) تمهيدا للمشاركة في تحريرها. وقال لوكالة الأنباء الألمانية: إن "قوة تتألف من أربعة أفواج بقيادة النائب في البرلمان العراقي رئيس منظمة بدر هادي العامري وصلت إلى أطراف مدينة الرمادي للبدء بتحريرها من يد تنظيم داعش". وكان العامري قاد عناصر الحشد الشعبي في تحرير مناطق في محافظتي ديالى وصلاح الدين . وتعد سيطرة داعش على الرمادي نكسة لحكومة حيدر العبادي الذي أعلن في نيسان/أبريل، أن "المعركة القادمة" لقواته ستكون استعادة الأنبار. وباتت الرمادي (100 كلم غرب بغداد) ثاني مركز محافظة تحت سيطرة التنظيم بعد الموصل (شمال) مركز محافظة نينوى، أولى المناطق التي سقطت في وجه الهجوم الداعشي قبل نحو عام. وحمل هادي العامري، أحد أبرز قادة الحشد الشعبي وزعيم "منظمة بدر" ذات الدور الواسع في الحشد، هؤلاء السياسيين مسؤولية سقوط الرمادي، لأنهم "اعترضوا على مشاركة الحشد الشعبي" في القتال.