حين غاب أزعجهم غيابه، ليس حبا فيه ولا ولها ولا عشقا، إنما تندّر وتقزيم قامة كيان، وُلد كبيرا ويبقى شامخا عظيما. ذات يوم أخبرنا الراعي الأول، وصانع أمجاد فارس نجد، في حقبة الثمانينيات وحتى التسعينيات الأمير عبدالرحمن بن سعود أن ارتفاع أصواتهم دليل احتقانهم، وأنكم تسيرون في الطريق الصحيح. وصل شاب متحمس متوقد، اسمه فيصل بن تركي بن ناصر وتعهد بأن يعمل على إعاده نصر أبو خالد، بل وراهن على أنه سيصنع فريقا لا يُقهر، وسيكون حديث الشارع العربي وليس السعودي والخليجي فقط. تعثر في البدايات وترنح أكثر من مره، فخرج الشامتون مرددين ذات الاسطوانة، والهدف واحد، وهو ان النصر خرج ولن يعود. في الموسم الماضي، حقق النصر كأس ولي العهد ثم أتبعه بدوري جميل، فارتعدت فرائص القوم، وأرادوا بضلالهم القديم أن يقنعوا المضللين بأن هناك من يقف مع النصر ويدفع النصر للبطولات! استمروا حتى يوم السوبر، وشاهدوا كيف نحر المرداسي فريق النصر في إشاره واضحة على أن فريق الشمس هو الأكثر تضررا من التحكيم، فصمتوا وصمتوا وصمتوا. عاد عراب النصر فيصل بن تركي، وقدم مع فرقته موسما ىخر استثنائيا، وتصدروا المشهد الرياضي، وحافظوا عليه حتى مسك الختام، ولسان حالهم يقول: إنه زمن النصر وكفى! في هذا الموسم، لم يكن خصم النصر فضائيا، هو ذات الخصم القديم، بل انضمت قافلة من الخصوم، وتعاهدوا على إسقاطه بأي شكل من الاشكال، ومع ذلك واصل العالمي مشواره، لا يفكر إلا في نفسه وكيف ينتصر ويتقدم، فخرجت شهادات مصدقة من خبراء ونقاد رياضيين أشادوا من خلالها بمستوى وقدرة الفارس الاصيل في تحقيق البطولات، وعلى انه الافضل والاميز والاروع كما يردد مصطفى أغا. النصر منظومة متكاملة، فهل يعقل ان يحقق ثلاث بطولات في مختلف فئاته، ثم يخرج من حديثه أشبه بالشخابيط وحزاوي العجز، يحاول أن يقنع فئة مغلوبة على امرها أنها بطولات مدفوعة، وان النصر يقف معه أصحاب القمصان السوداء المحليون وحتى الاجانب ايضا؟ مبروك للعالمي. مبروك لمن أعاد هيبة الكرة السعودية، ورسم معالمها من جديد. مبروك لافضل مدرج على الاطلاق. مبروك لنجوم لا يُقدرون بثمن. مبروك لرئيس (مطنوخ) لا يعرف المستحيل، سلاحه الاتكال على خالقه، ثم على ما يقدمه من عمل متقن. النصر يا سادة سيستمر هكذا طويلا، والعلم لله وحده.