عندما حقق النصر العام الماضي دوري عبداللطيف جميل للمحترفين بعد غياب طويل عن منصات التتويج، بدأت (بعض) الأقلام من مختلف الميول بشن حملة التقليل من أهمية عودة العالمي للبطولات، وأنه غير قادر على الاستمرار في المنافسة عن طريق خلق أسباب واهية تفتقد الى الموضوعية، وبعدما عزز انجاز العام الماضي بتحقيق اللقب في الموسم الثاني على التوالي، وسط منافسه شرسة مع ثلاثة أندية كبرى، وهي الأهلي والهلال والاتحاد، واستمرت المنافسة مع الأهلي الى الجولة ما قبل الأخيرة، هل سيقولون ان الحظ وقف معه أو التحكيم أو ضعف الفرق المنافسة؟ فالتحكيم أو سعادة الحظ من الممكن ان يستفاد منهما في بطولات النفس القصير أو في مباراة دورية، ولكن من الصعب ان يجلب لك بطولة الدوري. تحقيق النصر الدوري للمرة الثانية على التوالي ذلك يعد أمرا (طبيعيا) وفق الإمكانيات والأدوات التي يمتلكها، والتي وفرتها إدارة النادي بقيادة رئيسه الأمير فيصل بن تركي، الذي استفاد من الأخطاء التي وقع بها وعزز من الإيجابيات، وخصوصا عندما أقال كانيدا، وأعاد الاورجوياني داسيلفا، مع اختيار الوقت المناسب خلال فترة التوقف. مواصلة النصر الهيمنة على أكبر البطولات السعودية وبأرقام قياسية في عدد النقاط، بالوصول الى 65 نقطة في الموسم الماضي متساويا مع الفتح في عدد الانتصارات ب20 فوزا، ولا أعلم هل سيحطم ارقام الموسم الماضي بالفوز على الشباب؛ لأن وقت كتابة المقال قبل المباراة الأخيرة، وكل هذا لم يتحقق الا بفضل عمل جماعي مشترك من إدارة وجهاز فني ولاعبين، مما يؤكد اننا نعيش في زمان النصر. الحديث عن ناد بحجم وتاريخ النصر لما له من الصولات والجولات، فعودته مكسب للكرة السعودية ولم يعد الى الذهب فجأة، بل ذلك حصيلة عمل استمر سنوات طويلة في بناء فريق قوي عبر قاعدة قوية يدلل عليها تحقيق بطولة الدوري في مختلف الدرجات (أول وشباب وناشئين)، واستقطابات من الوزن الثقيل، فنشاهد العنزي وغالب تم تسجيلهما في الدرجات السنية، والمخضرم حسين عبدالغني وعوض خميس وعمر هوساوي والغامدي والسهلاوي، وبعد عودة النصر للبطولات لم يتوقف ودعم صفوفه بالفريدي والجبرين وشيعان، مما ساهم بوجود دكه بدلاء قوية. التاريخ لا يكذب، فالنصر صاحب (الأولوية) في بعض الانجازات، ولديه بعض الأرقام عجز عن تحقيقها منافسوه، فهو أول فريق سعودي يسيطر على البطولات في ثلاث سنوات متتالية، وكانت في أعوام 1974-1975-1976م وحقق فيها 6 بطولات، وترك البقية تتنافس على الوصافة، وهو الوحيد الذي حقق الدوري مرتين على التوالي في ثلاث مناسبات مختلفة، الأولى في 1981-1982 والثانية 1994-1995 والثالثة 2014-2015م. النصر الذي يعتبر ضمن قائمة (الأربعة الكبار) حقق مختلف البطولات المحلية، ولديه نجمتان خاصتان بالآسيوية والتأهل الى كأس العالم، وفي عدد البطولات بشكل عام الرابع أو الخامس باختلاف روايات وراصدي البطولات السعودية، ولكن في البطولات الكبرى مثل الدوري والبطولات الآسيوية وكأس الملك قبل عام 1975م يعد ثالثا بعد الهلال والاتحاد. النصر كان وسيظل (رقما صعبا) في خارطة الكرة السعودية، رغم ما مر به من ظروف صعبة عقب وفاة الرمز الكبير الأمير عبدالرحمن بن سعود «يرحمه الله»، ولكن من يمتلك الرجال والشعبية الجماهيرية الجارفة سيواصل الإنجازات وتحقيق الألقاب.