أحيانا يكون هناك شح في زيارة الالهام الشعري للشعراء، منهم من يأخذ شهورا طويلة لا يستطيع ان يكتب بيتا شعريا واحدا وكأن قريحته الشعرية تعطلت والسبب في ذلك ان الالهام الشعري لم يأته طوال هذه الفترة. ومن المعروف ان الإلهام الشعري هو ما يلقي في نفس الشاعر من صور وأفكار ومعان، وعلوم النفس تقول إن الإلهام عبارة عن ايقاع شيء في القلب يطمئن له الصدر. حيث إن لدى كل شاعر إلهاما شعريا وكثير من الشعراء يتحدثون عن ملهماتهم الشعرية ويثنون عليها وأنها هي السبب الحقيقي لابداعاتهم، ومنهم من يجعل ذلك سرا بينه وبين نفسه، ومنهم من يعلنه للملأ، حيث لا يوجد شاعر بدون ملهم سواء هذا الملهم حقيقيا أو من نسج الخيال. وكما هو معروف فإن الإلهام الشعري ليس بيد الشاعر وليس من صنعه وقد يفاجئه في أي وقت، ولا يستطيع أن يمنعه ان نزل عليه، بل من واجبه ان يحسن استقباله ويحوله إلى صورة شعرية مكتملة الجوانب، يمتع بها متابعيه ويجعلهم ينتظرون إلهاماته القادمة بكل لهفة. والحقيقة.. أن بعض الشعراء يأتيهم الإلهام في أوقات لا يتمنونه بها، مثل ايام الاختبارات الدراسية، فهذا الوقت يكون حرجا بالنسبة للشاعر الذي ما زال يواصل تحصيله العلمي، حيث قد يتحول ملخص مادة الاختبار الي سجل شعري بسبب مفعول الالهام حيث تجد بكل صفحة بيتا او بيتين وقد يكتب الشاعر قصيدة كاملة في دقائق قليلة، وهذا يدل على ان لو كان الإلهام بيد الشاعر لما نزل في هذا الوقت الصعب ولكنه يأتي بدون استئذان ولا سابق انذار، إذن الإلهام الشعري لا يأتي بلحظات هاجس الحب والذكري فقط بل قد يأتي بوقت لم نتوقعه فيه، وعلوم النفس تقول ان الإلهام عبارة عن ايقاع شيء في القلب يطمئن له الصدر. فيا شعراءنا الأفاضل أطربونا بإبداعاتكم في هذه الأيام فالاختبارات علي الأبواب وبانتظار إلهامكم الشعري.