المتابع للأحداث التي تتوالى بين الحين والآخر بخصوص ما يجري من صراعات في كل مكان وخاصة في الدول العربية، وكذلك انتشار الفكر الإرهابي والذي تمحور في بلاد الشام ودول المغرب وغيرها بعد أن كانت تلك القلائل منتشرة في دول أوروبا وأمريكا والتي استوطنت تلك القلائل في أوطاننا للأسف الشديد واستمتع الغرب بالأمن والأمان بعيدين عن الحروب التي أنهكتها وسلبت ثرواتها وشبابها وأبنائها وكان ذلك باكورة في اجتماع تلك الدول في مجلس واحد، وألغيت الحدود بين تلك الدول كفرنسا وألمانيا وهولندا وانجلترا ليتوحدوا تحت اتحاد واحد وهو الاتحاد الأوروبي ليتم نقل تلك الصراعات إلى بلادنا العربية للأسف. التجنيد الإجباري الإلزامي للشباب للدفاع عن الوطن لم يصبح اختياريًا الآن بعد أن انتشرت الأطماع من حولنا في السيطرة على ثرواتنا ومدخراتنا وديننا وتغيير حياتنا ونهجها، ولعل الحرب التي تدار رحاها هذه الأيام دليل على أننا نحتاج إلى جميع القوى وفي مقدمتهم قوة الشباب وعقول المفكرين في كيفية إدارة المعارك والمحافظة على أمن الوطن. في الإسلام هناك كثير من الأدلة تؤكد ذلك كما في قوله تعالي: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}. أيضًا تشير الأحاديث النبوية الشريفة إلى تجهيز الشباب في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (رأس الأمر الإسلامُ، وعَمُوده الصلاةُ، وذِروة سَنَامه الجهاد)، وقوله -صلى الله عليه وسلم- أيضًا: (أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ). التجنيد لا يُفهم منه أن كل الشباب يتجهون إلى الحرب أو الجهاد بل هو تعليم الانضباط واحترام الوقت والتفاني والدفاع عن الوطن وتدريب النفس والبدن وتأهيل وتغير تام في الفكر الشبابي وانتقال لمرحلة جديدة في حياتهم وأيضا لا يُفهم منه حمل السلاح، بل هناك حروب أخرى ومنها الحرب الإعلامية والاجتماعية والثقافية والصحية وغيرها والتي هي أشد بطشًا من الحروب العسكرية يجب أن نجند لها كل فئات المجتمع بحيث كل فرد يدافع عن وطنه حسب تخصصه. يعتبر التجنيد نقطة فارقة وتحولية في التاريخ حيث إنها ان تم تطبيقها ستكون ذات فاعلية كبيرة وضخمة لدى الكثيرين من شبابنا وستجعل هناك ترابطًا أكثر وستزيد اللحمة المجتمعية لدينا وبالفعل تلك موجودة لكن في ذلك العمل ستزداد وترتفع. يعتبر التجنيد والإعداد للقاء العدو وخاصة الإرهاب الذي يهدد العالم ككل نقطه هامة ولا بد من أن تكون نصب أعيننا ونكون مستعدين لذلك من خلال الفائدة الكبرى التي تتحقق من خلال التجنيد، فالتجنيد ليس فقط للحروب ضد الأعداء، ولكن يُستفاد منه في التنشئة العسكرية والانضباط والحرص. أخيرًا كل التمني بالأمن والأمان لوطننا وحفظ الله القائمين عليه من كل شر ولنتجه نحو تحقق ذلك الأمر على أرض الواقع فكل المقومات متوفرة والحماس والحب لدى الشباب أكبر بكثير من الدفاع عن الوطن.