أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيستضيف قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في البيت الأبيض في ال13 من أيار (مايو)، وفي كامب ديفيد في ال14 من الشهر ذاته. وقال البيت الأبيض، في بيان صحافي أمس (الجمعة) - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إن الاجتماع سيكون فرصة لمناقشة سبل تعزيز الشراكة بين الطرفين وتعميق التعاون الأمني. وأوضح عضو مجلس الشورى نائب رئيس اللجنة الأمنية في المجلس الدكتور نواف الفغم، أن «هذه اللقاءات التي تحدث بين فترة وأخرى سواء أكانت مجدولة في وقت سابق، أم طارئة، أم نتاجاً لتطورات على أرض الواقع في المنطقة، جميعها مناسبة ومن الأهمية بمكان، للتشاور وتنسيق المواقف والأدوار، وخصوصاً أنها تأتي من دولة لها ثقلها وتأثيرها الإقليمي والعالمي، وحلفاء يعملون على إقرار الشرعية التي اغتصبتها ميليشيات حوثية تعمل بدعم من دول إقليمية في المنطقة، هدفها الرئيس إثارة وزعزعة الاستقرار في منطقة الخليج خصوصاً، وبقية دول المنطقة عموماً». وشدد الفغم، في اتصال مع «الحياة» أمس على أن «أميركا جزء مهم من التحالف الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية إلى اليمن، وفرض الالتزام بالقرارات الأممية الصادرة عن مجلس الأمن، الداعية إلى اتخاذ التدابير اللازمة فوراً لمنع القيام - بشكل مباشر أو غير مباشر - بتوريد السلاح أو بيعه أو نقله لفائدة الكيانات والأفراد الذين حددتهم اللجنة المنشأة عملاً بالقرار 2140 من قرارات مجلس الأمن». وأضاف «إن الخطوة الجريئة التي اتخذها الحلفاء من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وكل من مصر، وباكستان، وبقية الدول التي اتحدت واتفقت مع تلبية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعوة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وعمله على إعادة الشرعية المغتصبة إليه وإلى الشعب اليمني، هي خطوة وموقف مهم، والبيان الأميركي الصادر من البيت الأبيض أمس، وما تضمنه من إشارة إلى أن اللقاء سيكون قمة خليجية - أميركية، تبحث تعميق التعاون الأمني، وهو تأكيد أن هناك من يحاول العبث بأمن واستقرار دول المنطقة». وعمّا إذا كان اللقاء لتوضيح أبعاد الاتفاق مع إيران، في شأن ملفها النووي، قال الفغم: «إن اللقاء - وكما يتضح من تأكيده أنه سيكون لتعميق التعاون الأمني - يشير إلى أن لدى أميركا قلقاً من العربدة الإيرانية في المنطقة، وخصوصاً أن دول الخليج نفد صبرها من هذه العربدة التي تمارسها طهران في دول المنطقة»، مضيفاً: «كنا في السابق نشتكي من العربدة الإسرائيلية في المنطقة، فإذا بنا اليوم نشير إلى عربدة إيرانية لا تراعي في دول وشعوب المنطقة إلّاً ولا ذمة، والتعاون الأميركي - الخليجي في هذا الملف يحمل الخير لدول وشعوب المنطقة». ... التنسيق والتشاور لمصلحة استقرار المنطقة أكد عضو مجلس الشورى نائب رئيس اللجنة الأمنية في المجلس أن «التواصل بين القيادات في دول الخليج، والقيادة الأميركية في واشنطن الآن، مطلب مهم وضروري، إذ إنه يتيح تبادل وجهات النظر بين الطرفين، حيال عدد من القضايا الإقليمية المهمة، وتأثيراتها في الأمن الإقليمي عموماً، وأمن دول الخليج خصوصاً». وحذر مما وصفه ب«محاولات إيرانية مستميتة لنشر الاضطراب في دول الإقليم»، مشيراً إلى أن ذلك التدخل يبدو جلياً في «موقفها وتدخلها السافر في سورية، إذ أدى هذا التدخل في الشأن السوري إلى حرب أهلية كان من نتيجتها تشريد أكثر من 12 مليون سوري، وقتل الآلاف من أبناء الشعب السوري، وتحول الجيش السوري من حماية شعبه إلى قتله وتشريده، ثم أقحم العراق في حرب داخلية طائفية أفقدته السيطرة على جزء كبير من أراضيه أصبحت خاضعة لتنظيمات إرهابية تعيث في العراق قتلاً وفساداً، وفي لبنان قاد التدخل الإيراني إلى اختلاف اللبنانيين وعدم قدرتهم على اختيار رئيس لهم منذ أكثر من عام، في تدخل بغيض من حزب الله، ثم إقحام إيران اليمن في صراع طائقي ودعم ميليشيات تقتل في الشعب اليمني وتنشر الفوضى في أرجائه كافة». ونوّه الفغم بالقرار الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بدعم الشرعية في اليمن، مستشهداً بما قاله وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل: «إن السعودية لا تدعو للحرب، لكننا جاهزون لها»، مؤكداً أنه «يتوقع قرارات مهمة تنتج من لقاء قادة دول مجلس التعاون مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في مايو المقبل». وكان اوباما أعلن هذا اللقاء في بداية نيسان (أبريل) انطلاقا من حرصه على طمأنة دول الخليج بعد التوصل الى اتفاق اطار مع إيران حول برنامجها النووي. ومن المتوقع أن يتناول الاجتماع زيادة التعاون الأمني والعسكري، والعمل للدفع بالمصالح المشتركة وحفز الاستقرار وأمن الخليج في العراق وسورية واليمن. وتحاول الادارة الأميركية الفصل بين محادثاتها النووية وأي اتفاق مع ايران من جهة وتصرف طهران الاقليمي من جهة أخرى، وتريد اعادة الالتزام لحلفائها بالعمل باتجاه الأهداف المشتركة بدعم جهود مجلس التعاون الخليجي في اليمن والوصول الى مرحلة انتقالية في سورية، والخروج باستراتيجية سياسية شاملة في العراق لمواجهة داعش. وأعلن في واشنطن أمس ان القمة الأميركية - الخليجية ستستمر يومين وهي الأرفع على المستوى الاقليمي في واشنطن منذ اعوام، وسيستضيف أوباما خلالها قيادات المملكة العربية السعودية والامارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر، وستتناول بالبحث التعاون الأمني واطار الاتفاق مع إيران ومستقبل اليمن. كما يستضيف أوباما بعد غد (الإثنين) ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في زيارة كانت معدة سابقاً.