قتل 9 من عناصر حزب الله اللبناني، خلال اشتباكات في جرود القلمون السورية الجمعة. فيما تقدمت قوات المعارضة في ريف دمشق. في وقت نفت الحكومة التركية ادعاءات بأن انقرة تحضر للتدخل العسكري في سوريا، كما عثر مفتشو منظمة حظر الاسلحة الكيميائية على آثار مواد تدخل في صنع غازات سامة في موقع لم يعلن عنه في سوريا. ووفق ما افادت وسائل اعلام محلية السبت ان من بين القتلى مروان مغنية ابن عمّ عماد مغنية الذي قتل إثر تفجير استهدفه في دمشق عام 2008، مؤكدة أنّ مروان قتل مع 8 من عناصره في المنطقة. ولم يتم التأكد من مقتل مغنية من مصادر أخرى. ووصلت الجمعة إلى مشفى الرسول الأعظم في بيروت قرابة 30 جثة لمقاتلين من حزب الله إثر كمائن لمقاتلي المعارضة خلال الأيام القليلة الماضية، وسط تعزيزات أمنية مشددة للحزب، وفق ما نقلته وسائل إعلام لبنانية. وكان الحزب نعى في بيان له الثلاثاء الماضي مقتل علي العليان قائد عملياته في القلمون، مشيرًا إلى أنه «قضى في الاشتباكات مع مجموعات مسلحة في الجرود الحدودية». وقال جيش الفتح في القلمون عبر حسابه الرسمي في تويتر، إن حصيلة العلميات وصلت حتى الآن إلى «مقتل أكثر من 60 جنديًا وجرح العشرات من حزب الله ومن والاه»، متوعدًا بتكرار انتصارات الشمال في إدلب وجسر الشغور. سيطرت قوات المعارضة السورية على بلدتي دير سلمان والزمانية بالكامل ويأسرون عددا من عناصر قوات النظام في ريف دمشق، كما أعلن «جيش الإسلام» التابع لقوات المعارضة امس عن سيطرته على بعض النقاط العسكرية لقوات الأسد بالقرب من منطقة الإسكان في محيط بلدة تل كردي بالغوطة الشرقية في ريف دمشق. كيماوي الأسد وفي تطور اخر، عثر مفتشو منظمة حظر الاسلحة الكيميائية على آثار مواد تدخل في صنع غاز السارين وغاز «في اكس» في موقع لم يعلن عنه في سوريا، بحسب تقرير للاتحاد الاوروبي. وقالت المصادر لرويترز بشرط عدم الكشف عن أسمائها نظرا لسرية المعلومات إن نتائج فحص عينات أخذها خبراء من المنظمة في ديسمبر ويناير جاءت إيجابية فيما يخص مواد أولية كيماوية لازمة لصنع العناصر السامة. وقال مصدر دبلوماسي: «هذا دليل قوي جدا على أنهم كانوا يكذبون (نظام بشار) بشأن ما فعلوه بغاز السارين. حتى الآن لم يقدموا تفسيرا مرضيا بشأن هذا الكشف». وكانت الولاياتالمتحدة قد هددت في العام 2013 بالتدخل العسكري ضد الحكومة السورية بعدما قتلت هجمات بغاز السارين في أغسطس من ذلك العام مئات السكان في منطقة غوطة دمشق التي تسيطر عليها المعارضة. وقال ماريس كليسانس، الممثل الدائم للتوانيا لدى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ومقرها لاهاي، خلال اجتماع مغلق الخميس لمندوبي المنظمة ان الاتحاد الاوروبي لديه عدة مخاوف حيال مسألة الاسلحة الكيميائية في سوريا. وأشار الى ان عثور مفتشي المنظمة «مؤخرا على اثار مواد في اكس وغاز السارين في موقع ليس من المفترض ان تكون فيه يقع على رأس قائمة مخاوف الاتحاد الاوروبي». وتابع: «إن الاتحاد الاوروبي وانطلاقا مما سبق، قلق بشكل خاص من احتمال حيازة سوريا تجهيزات خاصة بأسلحة كيميائية او مواد لأسلحة كيميائية غير معلن عنها»، وذلك في بيان نشر لاحقا على موقع منظمة حظر الاسلحة الكيميائية. ورفض المتحدث باسم المنظمة بيتر سوتشاك اعطاء المزيد من المعلومات مشيرا الى انه ملزم بالسرية حول القضية. ويفترض ان سوريا دمرت ترسانتها الكيميائية بموجب اتفاق ابرم في سبتمبر 2013. لكن منظمة حظر الاسلحة الكيميائية خلصت الى ان غاز الكلور استخدم مرارا وبشكل منهجي كسلاح كيميائي في سوريا. ولم تحمل المنظمة النظام او المعارضة المسلحة مسؤولية استخدام غاز الكلور الا انهما تتبادلان الاتهامات بذلك. وفي مارس هدد مجلس الامن الدولي باتخاذ تدابير في حال تكررت هذه الهجمات لكنه لا يزال منقسما حول الجهة المسؤولة عنها. وتتهم واشنطن ولندن وباريس الحكومة السورية مستندة الى شهادات ضحايا وأطباء ولأن الجيش السوري وحده يملك مروحيات لإلقاء الكلور على مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. واقترحت واشنطن على شركائها في مجلس الامن الدولي في السادس من مايو فتح تحقيق يتولاه خبراء تعينهم الاممالمتحدة لتحديد الجهة المسؤولة عن الهجمات الاخيرة بالاسلحة الكيميائية في سوريا خصوصا بغاز الكلور. وتابع كليسانس في البيان «إن الاتحاد الاوروبي يشدد على محاسبة المسؤولين عن تلك الاعمال غير المشروعة». نفي تركي نفى رئيس الحكومة التركي أحمد داود أوغلو ادعاءات بأن انقرة تحضر للتدخل العسكري في سوريا، وفق ما افادت وسائل اعلام محلية السبت. ونقلت صحيفة «حرييت» عن أوغلو قوله: «لا ليس هناك ما يتطلب اليوم تدخلا تركيا». وقال معارضون من الحزب الجمهوري الاسبوع الحالي ان حزب العدالة والتنمية الحاكم قد يلجأ الى العمليات العسكرية في سوريا لتحسين شعبيته قبل الانتخابات التشريعية في السابع من يونيو. وأعلن الامين العام للحزب الجمهوري غورسيل تكين الخميس ان «تركيا ستطلق عملية عسكرية في سوريا اليوم او الجمعة»، مشيرا الى انه حصل على تلك المعلومات من «مصدر جدير بالثقة». وبعكس ما حصل في الانتخابات السابقة التي فاز بها حزب العدالة والتنمية، فمن المتوقع ان يحصل هذه المرة على 38 الى 45 % من الاصوات، وفق آخر استطلاعات للرأي. وقال داود أوغلو ان الوضع في سوريا متقلب، مشيرا الى ان «ميزان القوى يتغير بسرعة في سوريا». ولفت الى ان بشار الاسد خسر أجزاء كبيرة من البلاد برغم الدعم الذي يتلقاه من روسيا وايران. وتدعم تركيا المعارضة السورية كما انها تستضيف حوالى مليوني لاجئ. ولكنها بدت مترددة في المشاركة في التحالف العسكري الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.