حقق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، زعيم حزب المحافظين، فوزا مدويا بعد أداء قوي غير متوقع في الانتخابات التي جرت الخميس، لكن قد يواجه مجددا نداءات باستقلال اسكتلندا بعد الصعود القوي للقوميين هناك، وقال زعيم حزب العمال البريطاني اد ميليباند الذي قدم استقالته عقب الهزيمة النكراء امس الجمعة: إن حزبه عانى من ليلة "محبطة للغاية". مضيفا لأنصاره بعد ان احتفظ بمقعده البرلماني في دونكاستر بشمال انجلترا: "كانت ليلة محبطة وصعبة للغاية لحزب العمال". وأنه يشعر "بأسف عميق" لما حدث في أماكن أخرى في بريطانيا خاصة في اسكتلندا. وقال: ان صعود التيار القومي طغى على حزبه. من جانبه، قال كاميرون: إنه يأمل في أن يشكل حكومة في الأيام المقبلة بعد أن استمتع حزبه بما وصفه ب"ليلة قوية للغاية" في اعقاب الانتخابات البرلمانية، "هذه ليلة قوية للغاية لحزب المحافظين.. يظل هدفي ببساطة أن أحكم من أجل الجميع، وفوز المحافظين يعني ان بريطانيا ستواجه خلال عامين استفتاء على بقائها أو خروجها من الاتحاد الاوروبي، وهو شيء وعد به كاميرون في حال فوزه". وحصل المحافظون على 326 مقعدا، فيما لم يتبق سوى عشرة مقاعد لم تعلن نتائجها من بين 650 مقعدا في البرلمان، وحصل حزب العمال المعارض على 230 مقعدا فقط. استقالة كليج واستقال نيك كليج من منصبه كزعيم لحزب الديمقراطيين الليبراليين في بريطانيا، بعد أن أعلن مسئوليته عن الهزيمة «الكارثية» التي لحقت بالحزب في الانتخابات البرلمانية. وخسر حزب الديمقراطيين الليبراليين 48 من بين 57 مقعدا حصل عليها في انتخابات عام 2010. وقال كليج، الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء في الائتلاف الحكومي الذي يضم حزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الليبراليين: «من الواضح الآن، وبشكل مؤلم أنها كانت ليلة قاسية وعقابية للديمقراطيين الليبراليين». وكان كليج واحدا من بين ثمانية نواب فقط من أعضاء الحزب، نجحوا في الاحتفاظ بمقاعدهم البرلمانية. اسكتلندا وفي اسكتلندا التي كانت يوما معقلا لحزب العمال، اكدت النتائج النهائية فوز الحزب القومي الاسكتلندي ب56 من اصل 59 مقعدا، ووجه هزيمة ساحقة لحزب العمال في معقله التقليدي. كاميرون وأشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة بالاداء "القوي" لحزب المحافظين الذي يتزعمه، والذي شهد "ليلة حافلة جدا" في الانتخابات البريطانية. وأعلن كاميرون "من الواضح انها ليلة حافلة جدا لحزب المحافظين"، لكنه اضاف: انه "لا يزال من المبكر جدا القول ما ستكون عليه النتيجة في النهاية". وعلق كاميرون على اجتياح القوميين لمقاعد اسكتلندا بأن هدفه هو ان "يحكم البلاد من اجل الجميع" في بريطانيا. كما اشار الى منح سلطات اضافية الى المناطق، اذا "عهد اليه تشكيل حكومة في الايام المقبلة". جورج أوزبورن وزير الخزانة البريطاني والقيادي بحزب المحافظين أكد أن الانتخابات البرلمانية أعطت حزب المحافظين "تفويضا واضحا" للبقاء خمس سنوات أخرى في السلطة، في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى أن الحزب في طريقه لتحقيق أغلبية برلمانية صريحة. وقال أوزبورن: "من الواضح أننا حصلنا على تفويض لمواصلة العمل الذي بدأناه قبل خمسة أعوام". الخاسران الأكبران ولعل الخاسرين الاكبرين في هذه الانتخابات هما إد ميليباند (45 عاما) الذي ظل طوال الاشهر الستة الاخيرة يتنازع مع كاميرون صدارة استطلاعات الرأي، فإذا بالنتائج تأتي عكس ذلك، ونيك كليغ (48 عاما) نائب رئيس الوزراء في الحكومة الائتلافية المنتهية ولايتها الذي نجح في انقاذ مقعده في شيفيلد هالام بصعوبة. وأقر ميليباند ب"ليلة مخيبة للامل"، مضيفا: ان "النتائج لا تزال تصدر.. لكننا لم نحقق الفوز الذي كنا نطمح اليه في انجلترا وويلز وفي اسكتلندا طغى تقدم القوميين على حزبنا". ويرى باتريك دانليفي استاذ العلوم السياسية لدى معهد لندن للاقتصاد ان "مكانة كاميرون ازدادت بشكل كبير، فهو سيظل رئيسا للوزراء حتى لو لم يحصل بعد على الغالبية المطلقة". ورحب رئيس بلدية لندن بوريس لندن بالنتائج قائلا: "انه انتصار واضح جدا للمحافظين وليلة سيئة للعماليين". وفي حال عدم حصول اي من الحزبين الرئيسيين على الغالبية القصوى من 326 مقعدا في مجلس العموم، تبدأ مشاورات مع الاحزاب الاصغر. ويركز المراقبون على اثنين من الاحزاب الصغيرة دون سواهما، يمكن ان يؤديا الى ترجيح كفة الميزان، وهما الليبراليون الديمقراطيون والحزب الديمقراطي الوحدوي في ايرلندا الشمالية. وبدأت الاحتفالات بالنتائج في مختلف انحاء بريطانيا خلال الليل. وقال بين وودثورب (39 عاما) وهو يقف امام حانة في لندن: "صوتت للمحافظين؛ لأن حزب العمال ليس كفؤا في الشؤون المالية". في المقابل، كانت خيبة الامل واضحة في معسكر العماليين "لقد خاب املي الى حد كبير لأن الغالبية يبدو انها في صالح المحافظين". وفي حال فوز كاميرون بولاية جديدة، فستثار قضية خروج بريطانيا، خامس اكبر اقتصاد في العالم، من الاتحاد الاوروبي؛ اذ انه وعد بإجراء استفتاء حول عضوية بلاده بحلول العام 2017.