تسببت مشكلة نفق الثقبة المتقادم والمطلوب إزالته في حالة من الجدل بين عدد كبير من مسؤولي المرور والطرق والمجلس البلدي وحتى مستخدمي النفق يوميا بسبب المخاوف من سقوطه، أو حتى إغلاقه وعدم وجود بدائل لمستخدمي النفق يوميا في التوجه لأعمالهم أو السفر الى مملكة البحرين. وطالب مختصون ومهندسون بالبحث عن بديل للنفق قبل التفكير في إغلاقه حتى لا تختنق مدينة الخبر ، كون النفق معبرا هاما بين عدد من المدن وحتى الى مملكة البحرين. ورفع نائب رئيس المجلس البلدي لحاضرة الدمام محمد بن ناصر ال دايل شكره وتقديره لمقام إمارة المنطقة الشرقية على التوجيه الكريم بإغلاق نفق الثقبة مطلع الاسبوع المقبل وذلك بالتنسيق مع ادارتي المرور والطرق، وقال في ذات السياق: إن الكلام في هذا النفق كثير لانه اصبح يمثل هاجسا لسالكيه صباح مساء. وذكر ال دايل ان قسم هندسة المباني بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام لهم رؤية في الاستفادة من النفق ولديهم الحلول المناسبة لذلك وعدم إزالته، حتى لا يتم إغلاقه وتعطيل حركة السير، وأضاف: فرع وزارة النقل اتخذ قراراً بتوسعته والذي اعرفه ان فرع الوزارة بالمنطقة الشرقية يبحث في الامر بطريقة لا تؤدي الى تعطيل الناس؛ بسبب أهمية النفق في هذه المنطقة وخاصة لسالكي الطريق الى مملكة البحرين. وطالب ال دايل بأن تكون الانفاق والطرق بالشرقية مريحة وسلسة لسالكيها؛ نظرا لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من اهتمام بكل ما يهم المواطن ومن ذلك الطرق والانفاق والتي اصبحت تمثل عاملا مهما في كل مدينة من مدن ومحافظات الشرقية. وأضاف آل دايل ل"اليوم": إن نفق الثقبة اصبح كعنق الزجاجة قبل اعلان الخلل الذي أصابه، وذلك من ناحية ضيقه وتسببه في ازعاج اهالي العزيزية والخبر وموظفي ارامكو والقاعدة الجوية خاصة بالاضافة الى سالكيه يوميا في الذهاب والعودة للظهران والدمام والجبيل وغيرها. من جهته، أوضح المشرف على كرسي أرامكو للسلامة المرورية بجامعة الدمام الدكتور عبدالحميد بن سليمان المعجل وعدد آخر من المهندسين المختصين بالطرق ان موضوع النفق خطير وكبير بوضعه الحالي ويتعلق بسلامة العابرين للطريق، واغلاقه يسبب مشكلة كبيرة قد تزيد من اختناقات الخبر التي هي مختنقة بعيدا عن النفق وذلك على امتداد طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي يشهد مشاريع في ذروتها حاليا. وقال المعجل: إن مشكلة النفق على مفترق طرق في الرؤى والحلول، ولذلك لا بد من جهة ثالثة لتحدد مصيره ومستقبل عابريه في ظل الوضع الحالي القاتم، حيث انه يتبع ادارة النقل بالشرقية، وما قام به قسم هندسة المباني بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام من دراسات ورؤى علمية وواقعية وحلول جذرية تحترم، ولذلك ارى ان تكون هناك جهة ثالثة تفصل في الموضوع وحل هذه المعضلة والتي ربما يتضرر منها الكثير لو ما تم البت فيها بشكل سريع وغير مدروس. وأضاف المعجل: "لا بد من البحث عن بدائل في حال إغلاق النفق، حيث إنها قليلة، خاصة ان هناك مشاريع قائمة حاليا في الشريان الرئيسي للخبر طريق الملك عبدالله والبديل الاخر هو طريق ابو حدرية وهذا خيار صعب للغاية ولا يناسب ساكني الخبر سواء في الوقت الذي سيتضاعف للوصول الى اعمالهم او في خطورة الطريق الذي يمتد ليمر عبر "الهافمون" وصولا الى الطريق السريع الذي يربط الظهران بالاحساء. من جهة اخرى، أبدى عدد من عابري نفق الثقبة امتعاضهم واستياءهم من أوضاعه الحالية والتي تدعو للقلق والترقب لما لا تحمد عقباه لا سمح الله، وان عدم المعالجة من الاساس منذ سنوات راكمت الخطورة من وجهة نظرهم كمستفيدين من النفق، وان الصيانة التي تطرأ عليه بين الفينة والاخرى غير كافية لحل المشكلة القائمة وخاصة ان كتل الاسمنت بدأت في التساقط من السقف ومعالجته بالترقيع لا تلبث ان تسقط مرة اخرى، بالاضافة الى الازدحام والاختناق المروري الذي يشهده النفق يوما بعد يوم بحكم الكثافة المرورية التي تزداد على مساره من والى الخبر. فيقول علي الحسين: يوميا اسلك طريق النفق مرتين في اليوم و"يا روح ما بعدك روح" من الزحمة والترقب والخوف من سقوط اجزاء النفق على رؤوسنا، ونحن ننتظر تحته مع تكدس العربات، حيث يمتد التوقف للعربات وخاصة في الصباح اثناء انطلاق الموظفين من الخبر الى الظهرانوالدمام والجبيل الى اكثر من 2 كيلومتر. أما يحيى الزهراني فقال: "باختصار، هذا النفق نتوقع سقوطه اكثر مما نتوقع اصلاحه؛ لأن الوضع امتد لفترات طويلة بدون ايجاد حل جذري للمشكلة وبدون ان نلمس نية الجهات المختصة في توسعته لحركة مرورية آمنة ومرنة في هذا الشريان المهم، والذي يواجه ضغط حركة غير طبيعي". ويقول عبدالرحمن عواجي احد مستخدمي النفق يوميا كونه يسكن بالخبر وعمله بالظهران: إن النفق يحتاج الى حل يطمئن عابريه وخاصة انه قبل فترة ومع نزول الامطار تتساقط المياه من خلال التصدعات في جسم النفق، وهذا مؤشر خطير لحالته الحالية والتي نتمنى من الجهات المسؤولة عنه اللحاق بمرتاديه من أي كارثة تحدث مستقبلا. وكانت إمارة الشرقية قد وجهت بإغلاق النفق -بعد تقارير نشرتها صحيفة «اليوم» عن وضعه الحالي- مطلع الأسبوع المقبل ووضع صيانة شاملة له وكتابة تقرير مفصل عن حالته بالتعاون بين إدارتي المرور والنقل بالمنطقة، وجاء ذلك عقب دراسة أجراها فريق مختص من قسم هندسة المباني بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام عن حالة النفق وأوضحت أن حالة النفق سيئة ومتقادم، وأن عمليات الصيانة التي تتم له عشوائية، الأمر الذي فاقم من المشكلة، وهو الأمر الذي رد عليه مدير إدارة الطرق والنقل بالمنطقة الشرقية مؤكدا أن حالة النفق جيدة وسليمة وأن عمليات صيانة كانت ستجرى له ولكن بناء على توصية من إدارة المرور تم تأجيلها.