حتى تكون سعيدا في علاقتك الاجتماعية وخاصة مع أصدقائك فلا بد أن تحدد موقع كل صديق في حياتك، وكم نسبة المساحة المسموح أن يتدخل بها كل صديق في حياتك الخاصة؟ ومن هو الصديق الذي تحرص على استمرار صداقتك معه؟ وأسئلة كثيرة ربما تدور في ذهن كل واحد منا في العلاقات والصداقات، أحببت أن أطرحها حتى يحسن كل واحد منا التعامل مع أصدقائه، من خلال عشرة أسئلة تساعدنا في تحديد موقع الصديق، وقربه منا، وكم نسبة الثقة التي ينبغي أن نعطيها إياه؟! وأقترح على القارئ قبل قراءة الأسئلة أن يخرج قلما وورقة للإجابة عليها لأنها تحتاج لتفكير وتأمل وربما يبنى على الإجابة تغيير بعض المواقف تجاه أصدقائنا، السؤال الأول هو: من هو الصديق الذي تثق بأن تبوح له بأسرارك؟ والثاني: من هو الصديق الذي تحب أن تقضي معه وقت فراغك؟ والثالث: من هو الصديق الذي تحب أن تسمع رأيه وكلامه لحكمته وتوازنه في النظر للأمور؟ والرابع: من هو الصديق الذي يحتاجك أكثر من احتياجك له؟ والخامس: من هو الصديق الذي قليلا ما توجد بينك وبينه مشاكل وخلافات عميقة؟ والسادس: من هو الصديق الذي يصارحك بعيوبك ويواجهك بأخطائك؟ والسابع: من هو أكثر صديق يستطيع أن يؤثر فيك؟ والثامن: من هو الصديق الذي تقدره وتحترمه أكثر؟ والتاسع: من هو الصديق الذي تعتقد أن نفسه طويل في الصداقة وتتوقع استمراره لفترة طويلة؟ والعاشر: من هو الصديق الذي يعينك على الطاعة والعمل الصالح ولا يقترح عليك أعمالا يحبها الشيطان ويبغضها الرحمن؟ فهذه عشرة أسئلة مهمة في العلاقات الاجتماعية وبناء الصداقة بطريقة صحيحة، ولو قرأتها سريعا فإننا ننصحك بإعادة قراءتها والتفكر فيها، فمن يملك الذكاء الاجتماعي فانه يستطيع أن يعامل كل صديق بميزاته وايجابياته ويتجنب سلبياته وعيوبه، لأنه من المستحيل أن نجد صديقا فيه كل المواصفات التي نتمناها، فمعرفة إجابات الأسئلة السابقة تحدد لنا مكانة كل صديق وبالتالي توجهنا لكيفية التعامل معه حتى لا نخدع به، أو نتوقع شيئا أكبر من الواقع فنصدم في صداقاتنا بعد ذلك، فقد يكون الصديق في بعض الحالات أقرب إلينا من الأهل والأقرباء ولهذا فإن أهل النار ذكروا الصديق قبل القريب الحميم كما وصف الله نداءهم وهم يبحثون عن واسطة تخرجهم من النار فقالوا (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم)، فأجمل الصداقات هي التي تؤنسنا في الدنيا ونسعد بها في الآخرة وهم المتقون كما قال تعالى (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) فالصداقة لها معيار ومواصفات مثل الذهب، فليس كل لامع يصلح أن يكون ذهبا، وكذلك الأصدقاء فليس كل شخص يصلح أن يكون صديقا، وإنما هناك أصدقاء محلهم القلب، وأصدقاء يكونون قريبين من القلب، وأصدقاء نجعلهم خارج القلب، وأصدقاء نبعدهم عن القلب، ولهذا من الخطأ الاستعجال بالحكم على الصديق ووصفه بأنه أفضل صديق ولم نختبر صداقته وصدقه، ولهذا قيل (الطمأنينة إلى كل أحد قبل اختباره عجز) يعني أن نطمئن لصديق ونعطيه كل الثقة ونحن لم نختبره فهذا تصرف خاطئ، ويمكننا اختبار الصديق بعدة أمور وغالبا تكون هذه الاختبارات مع الأيام بطريقة عفوية لا مصطنعة، وأول هذه الاختبارات هي هل هو قريب من نفسي وأشعر أنه منسجم مع طريقة تفكيري وهو ما نسميه (بالميل النفسي والروحي)؟ والثاني عند الحاجة فهل لو طلبته ساعدني أو ساهم في علاج مشكلتي؟ والثالث الجانب المالي فهل لو شعر أني بضائقة مالية مستعد لمساعدتي؟ والرابع أن يكون قريبا مني وقت الضيق والشدة، والخامس هل يصبر على عيبي أو غضبي وتقصيري لو أخطأت في حقه يوما؟ والسادس اختبار الثبات في الصداقة فهل هو مستمر وثابت وصادق في صداقتي؟! وكما قيل (رب أخ لك لم تلده أمك). * الخبير الاجتماعي والتربوي