حرب الإعلام لا تقل خطورة وشراسة عن حرب السلاح؛ فحروب الإعلام دائمة ومنتشرة ومؤثرة على المدى الطويل.. إيران الفارسية من زمان وهي تنازل العرب في ميادين الإعلام خاصة القنوات الفضائية، تصور يوجد قرابة (37) قناة باللغة العربية برعاية إيرانية وبدعم فارسي صفوي، وهي ما بين دينية وإخبارية ومنوعة!!، بينما لا توجد لدى العرب قناة واحدة بلغة فارس تخاطب القوم، أو تفضح مناهجهم وأفكارهم، دولة واحدة ترعى عشرات القنوات، وعدة دول لا تمتلك قناة «حربية»!! العرب قنواتهم أكثر عددا، حيث تبلغ وفق آخر إحصائية– أكثر من 1300 قناة– القنوات الرياضية في المركز الأول، ثم قنوات الدراما والمسلسلات ثم الغنائية.. الخ لكن ليس من بينها قنوات تخاطب الإيرانيين! وحدها قناة وصال تعمل في نقد الخطاب الصفوي؛ المبني على الطائفية والتشنج، والتدخل في الشأن الداخلي للعرب، وتحريك ملفات الطوائف الموالية لفارس من أجل خلخلة الأمن وإحداث الفوضى، ومع ذلك هناك من يطالب بإغلاق هذه القناة وتحجيم دورها بحجة أنها تمارس الطائفية– على أساس أن القنوات الإيرانية تنثر الورود على المتابعين-، مع أن هذه القناة- وكذا قناة صفا- بمثابة القوة الناعمة للعرب وبالأخص الخليجيون في إثارة الداخل الإيراني، وكشف خطط آيات «قم» الرامية إلى معاداة الإسلام الوسطي. تفوق إيران في الإعلام ليس لما معها من حق بقدر ما هو ضعف من العرب؛ لذا سجلت إيران هدف التفوق «الفضائي» في مرمى العرب، ورضي العرب بالهزيمة الإعلامية. بعد عاصفة الحزم على الأرض، العرب يحتاجون إلى عواصف حزم في الفضاء، فهل تكون هذه العاصفة نقطة انكسار للفضاء الإيراني، فيتعادل العرب مع الفرس ومن ثم يتقدمون أم تظل إيران تنشر ما يسيء ويكيد للعرب ونحن نتفرج ونشجب؟! مع أن أهل السنة يمتلكون الحق عبر القرآن والسنة النبوية ليفتحوا بها عقول العجم قبل بلدانهم! «مجاهد» من ورق! «حسن نصر الله» شخصية عربية غريبة وعجيبة، في العراق يصطف مع الأمريكان، وفي سوريا الأمريكان يسكتون عن جرائمه، وفي لبنان شعاره: الموت لأمريكا! حزبه يقاتل المسلمين على الهوية في سوريا، ثم يتباكى على الإنسانية في اليمن! يعتبره أتباعه والمغرورون فيه «مجاهدا»! لكنه «مجاهد» من ورق، سينتهي «حسن» يوما ما، ويكب في «نفايات» التاريخ! واحدة بواحدة! إيران تحرض أقلياتها في الخليج.. لماذا لا تلعب دولنا مثل لعبتها؛ لماذا لا نحرك الأحواز؟ «عبدالله النفيسي» بتصرف. هروب.. ولكن! في سورة يوسف قال تعالى: «واستبقا الباب».. هو يهرب من معصية، وهي تهرب للمعصية، قد تشترك الأعمال.. لكن النوايا تختلف!. ولكم تحياتي مهتم بالشأن الثقافي والاجتماعي