دأبت المملكة منذ زمن طويل على تقديم مساعداتها لليمن دون حدود للنهوض باقتصادياته، فثمة مشروعات حيوية كبرى قامت بها المملكة سواء ما يتعلق منها بشق الطرق أو انشاء المستشفيات والمدارس والجامعات ونحوها من المشروعات التي أدت الى رسم علامات واضحة من التقدم والازدهار اللذين انعكست آثارهما الايجابية على حياة اليمنيين في سائر مدنهم، وتلك المساعدات التي قدمتها المملكة ومازالت تقدمها تمنح في حالتي الرخاء والشدة، وهاهو قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– يحفظه الله– يأمر بتخصيص 274 مليون دولار للاغاثة الانسانية في اليمن في أحلك الظروف القاسية التي مر بها اليمنيون بعد الحركة الانقلابية التي قام بها الحوثيون على الشرعية وما خلفته من دمار وخراب. والمملكة لا تألو جهدا في تقديم معوناتها ومساعداتها الدائمة لأشقائها في اليمن انطلاقا من حرص خادم الحرمين الشريفين على راحة أبناء الشعب اليمني ورخائهم وعيشهم الكريم، فاستجابة للاحتياجات الانسانية للشعب اليمني الشقيق فانه- يحفظه الله- أصدر أمره بتخصيص ذلك المبلغ لأعمال الاغاثة الانسانية في اليمن بعد النكبة التي مني بها اليمنيون جراء محاولة الميليشيات الحوثية انتزاع السلطة الشرعية بالقوة وما خلفه ذلك من سلبيات انعكست على زعزعة الأمن وتخريب المنشآت والعبث بمصالح الدولة اليمنية. وقد أكدت المملكة مرارا وتكرارا أنها ستقف داتما الى جانب الشعب اليمني والى جانب الشرعية، ويهمها عودة الأمن والاستقرار الى ربوع اليمن الغالية. والمواقف المشرفة التي تمارسها المملكة مع الأشقاء في اليمن في حالتي الرخاء والشدة كثيرة ولا يمكن حصرها، والأمر الملكي الأخير يمثل أحد تلك المواقف الأخوية النبيلة التي تؤكد اهتمام القيادة الرشيدة بحقوق الانسان اليمني وحقوق الجوار، وهو موقف يعكس أهمية اللحمة التي تربط بين الشعبين السعودي واليمني، وهي لحمة تستدعي الوقوف الى جانب الأشقاء في اليمن لانتشالهم من أوضاعهم السيئة التي تسببت فيها الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع. وسوف يبقى الدعم السعودي مستمرا لاغاثة اليمنيين بعد معاناتهم المريرة، ولا شك أن الموقف السعودي الأخير الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين اضافة الى مواقفه النبيلة الأخرى تجاه اليمن الشقيق يعكس بوضوح اهتمامه– يحفظه الله– بحقوق الجوار، يؤكد دعمه المستمر للشعب اليمني وأهمية اغاثته في محنته الصعبة التي مر بها حتى تمكن من الانتصار عليها وانهاء الأزمة التي مر بها، فالعلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الشقيقين هي السبب الرئيسي والمحوري الذي دفع المملكة ويدفعها باستمرار للاهتمام بالشأن اليمني ودعم الأشقاء اليمنيين في حالتي السلم والحرب. وكما انتصرت الدبلوماسية السعودية لاسيما بعد القرار الأممي الأخير الذي يعد في جوهره دافعا استراتيجيا مهما لعاصفة الحزم التي انتهت بسلام فان المملكة تحرز انتصارا آخر لدعم الجوانب الانسانية في اليمن وصولا الى المساعدة في اعادة الأمن والاستقرار الى اليمنيين. وكما سعت المملكة جاهدة لاعادة الشرعية الى طبيعتها وتسعى للدفاع عن وحدة وسلامة اليمن واليمنيين فانها في الوقت ذاته تمد يدها لاغاثة الشعب اليمني ومساعدته على تحمل أزمته التي مر بها. وتبقى المساعدات التي تجددت واحدة من أوجهها قبل أيام دليلا واضحا على اهتمام خادم الحرمين الشريفين– يحفظه الله– على راحة أبناء الشعب اليمني والوصول الى سبل اغاثتهم ومساعدتهم والوقوف الى جانبهم حتى تمكنوا بفضل الله من تجاوز أزمتهم والعودة الى حياتهم الطبيعية من جديد بعد عودة الشرعية الى بلادهم وانتصارهم على العابثين بأمنهم واستقرارهم وسيادة أرضهم. كاتب وإعلامي