قال وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي- خلال مقابلة في العاصمة الكورية الجنوبية- إن انتاج المملكة من الخام وصل في شهر أبريل الجاري إلى عشرة ملايين برميل باليوم، بعدما وصل إلى نحو 10.3 مليون برميل يوميا في مارس الماضي، متجاوزة المستوى المرتفع السابق 10.2 مليون برميل يوميا المسجل في أغسطس 2013، وهذا يثبت ويبرز عزم المملكة على حماية حصتها السوقية في وقت تشهد فيه أسواق النفط تقلبات وتعافياً مازال غير مستقر. وبحسب تقرير أوبك لشهر أبريل الجاري فإن إنتاج اوبك الإجمالي صعد إلى 30.8 مليون برميل يوميا في مارس بزيادة 810 آلاف برميل يوميا عن شهر فبراير، وذلك بفضل ارتفاع الطلب نتيجة انخفاض الأسعار. وتعتبر المملكة أهم وأكبر دولة بترولية في العالم من حيث الاحتياطي من البترول، والإنتاج، والصادرات، والطاقة التكريرية؛ فالمملكة تمتلك وبحسب آخر الإحصاءات العالمية 16% من الاحتياطي العالمي، و11% من الإنتاج العالمي، وأكثر من 15% من مبيعات البترول في السوق العالمية. وتقدَّر احتياطات البترول الثابتة في المملكة بحوالي 266 بليون برميل. وتبقى سياسة المملكة النفطية سواء من ناحية الانتاج او بناء الطاقات الفائضة تصب دائماً في صالح المنتج والمستهلك. ويعلم الجميع انه اذا لم يكن سعر النفط عادلاً وميسوراً سيتجه العالم وبحكم الامر الواقع الى البحث عن بديل للنفط من طاقات متجددة وصخرية. ولقد تراجعت اسعار النفط الحالية الى مستويات 60 دولارا للبرميل، وقد تكون هذه الاسعار في مصلحة نمو الاقتصاد العالمي الذي يعاني كثيراً في هذه الفترة من ركود رغم وقوع بعض الضرر على الدول المنتجة. وسوف يتعافى الاقتصاد العالمي بعد فترة من الزمن وسيتم التخلص من الفائض النفطي الموجود في الاسواق العالمية والذي يقدر بحوالي 2 مليون برميل تدريجياً. وقال النعيمي في المقابلة نفسها: إن إنتاج النفط في السعودية، أكبر بلد مصدر للخام في العالم، يبلغ حوالي "عشرة ملايين" برميل يوميا في أبريل. وأضاف، "قلت مرارا إنه يسرنا على الدوام أن نزود عملاءنا بما يريدون. الآن يريدون عشرة ملايين". وارتفعت أسعار النفط حوالي 17% هذا الشهر مدفوعة بتقارير عن تراجع محتمل في الإنتاج الأميركي. واوضح النعيمي أن الطلب العالمي على النفط سيواصل النمو مع الوقت، وقال، نحن متفائلون جدا من هذه الناحية، لسنا قلقين بالمرة. لم نلحظ أي تغيير منذ تغير الأسعار". وتكافح أوبك للمحافظة على الزبائن بعد أن فقدت حصة من السوق لصالح منتجين جدد مثل منتجي النفط الصخري في الولاياتالمتحدة والمنتجين خارج اوبك، وقررت عدم خفض الإنتاج عندما عقدت اجتماعها في نوفمبر. تلتزم المملكة دائماً بعدم تعرض اسواق النفط لاهتزازات تؤثر على مستقبل النفط كأكبر مصدر للطاقة في العالم. وتلتزم المملكة بحماية انتاجها ومصالحها في حفظ زبائنها خاصة مع وجود وفرة كبيرة من النفط في الاسواق وتقلص الطلب. وفي الجهة الاخرى، ترتبط المملكة بعلاقات تعاون وثيقة مع منظمات الطاقة الدولية، مثل الوكالة الدولية للطاقة التي تضم الدول الرئيسة الصناعية الأكثر استهلاكاً للطاقة. فالمملكة تؤمن بضرورة التعاون الدولي المثمر وتعمل جاهدة على ايجاده لانه يساهم في توفير مناخ ايجابي يهدف إلى استقرار السوق البترولية الدولية، ويعزز أهمية ودور النفط كمصدر أساسي للطاقة، يعتمد عليه العالم في رخائه وتقدمه. تغيرت اسواق النفط كثيراً، فزيادة الامدادات من خارج وداخل اوبك تجعل المحافظة على الزبائن وعلى استقرار الاسعار وعدم ارتفاعها الى مستويات يسهل منافسة البدائل الصخرية والمتجددة- امراً لا رجوع عنه. ولهذا فان المملكة تعمل ما بوسعها لحماية المستهلك والمنتج من اخطار ارتفاع وانخفاض الاسعار. وفي الختام لابد ان يدرك الجميع ان مكانة المملكة في عالم النفط لم تتغير، وتبقى كما هى القوة الاكبر تأثيراً في انتاج هذا المصدر المهم من الطاقة.