إن مخاطر القيادة المتهورة التي يعاني منها المجتمع بعدم التزام ( السائق المستهتر ) بقوانين المرور وعلى رأسها "السلامة"، أصبحت معضلة تستوجب التكاتف والوقوف بحزم من كافة أفراد ومؤسسات المجتمع، لإيجاد حل جذري يستأصل منه الداء ويضع له الدواء. ومن هذا المنطلق تجب إعادة النظر في إجراءات إصدار رخص القيادة لتفي مخرجاتها - مدارس تعليم قيادة المركبات - بمتطلبات ونظم السير في وقتنا الحالي. فالشوارع أصبحت أكبر وهناك الانفاق والجسور والطرق المباشرة السريعة, بالإضافة إلى عدم إلمام البعض من حاملي هذه الإجازة (الرخصة) بما هو مطلوب منه وما يجب عليه فعله من حقوق ومهام وواجبات في حق الطريق، التي من المفترض أن تكون جزءًا أساسياً في ثقافة الجميع سواء أكان قائداً للمركبة أم راكباً أو راجلاً. كما أن مفهوم السلامة لجميع مرتادي الطريق وقواعد السلامة الشاملة يجب أن يُدرجا وبشكل مُكثف في برامج التدريب، وشرط أساسي ضمن قائمة ومتطلبات استخراج الإجازة. لقد اعتادت نفوسنا وقلوبنا على سماع أنباء حوادث المركبات، ورؤية أشلاء الجثث المتناثرة في موقع (الجريمة) التي يخلفها الاستهتار واللامبالاة بأرواح الآخرين، التي كانت تحدث بشكل متباعد ونادر قبل عشرات السنين، لتتحول وتصبح تتوارد علينا - من كُل حدبٍ وصْوب - وبشكل شبه يومي، ويكاد لا يمضي أسبوع دون إقامة دار عزاء لهذه الأسرة أو تلِك. كما غدت الشوارع والطرق ساحة للألعاب والحركات الاستعراضية بالمركبات من قبل المتهورين والمتسكعين، وأصبح الحصول على المركبة وقيادتها أمر سهل ويسير، حتى للذين لم يبلغوا سن الرشد بسبب غفله وتساهل من بعض الآباء. إن أهلية قائد المركبة هي المفصل والشرط الذي يخول لصاحبه الحصول على رخصة السير، كما أن بلوغ سن ال ( 18 عاماً) ليس شرطاً كافياً ولا مسوغاً للحصول على الإجازة. لذا يجب على إدارة المرور التعاون والعمل مع وزارة التعليم بوضع خطة مستقبلية "خمسية" وإيجاد آلية لاستخراج رخصة القيادة بالنسبة للمتقدم الشاب طالب الإجازة، باعتماد الموافقة المبدئية من المدرسة من خلال إدراج شروط ومعايير للقبول: كتحديد المستوى الدراسي، والتحصيل العلمي، وتقييم وموافقة من المرشد الطلابي بحسن السيرة والسلوك. اختتمت في شهر مارس الماضي فعاليات أسبوع المرور الخليجي الواحد والثلاثين تحت شعار "قرارك .. يحدد مصيرك". كما أتمنى أن يكون شعار أسبوع المرور الخليجي السادس والثلاثين للعام 2020م "قيادتك .. مرآتنا".