أجمع مشاركون في المؤتمر الوطني الأول للسنة التحضيرية الذي استضافته جامعة الدمام مؤخرا بمشاركة ما يقارب 140 عضو هيئة تدريس بالجامعات السعودية (ذكورا وإناثا) على ضرورة إنشاء لجنة أو مركز موحد للسنة التحضيرية بالجامعات السعودية لتوحيد الأنظمة الأكاديمية. من جانبه، أوضح رئيس اللجنة المنظمة وعميد عمادة السنة التحضيرية بجامعة الدمام الدكتور عبدالعزيز الفهيد أن مشكلة برامج السنة التحضيرية تكمن في وجود التباين الكبير بين الأنظمة الأكاديمية لبرامجها بالجامعات، وأنهم يسعون لإيجاد لجنة موحدة لطلاب هذه السنة تهدف لتوحيد أنظمتها وبرامجها والذي لا يتنافى مع وجود تباين في الخطط الأكاديمية أو أن تسعى الجامعات إلى تحقيق التميز في برامجها الأكاديمية، مؤكدا أن هذا الأمر لن يتأتى إلا عن طريق توحيد هذه الجهود والدراسات الموجودة من خلال لجنة أو مركز. وقال: إن هناك توصية من عمداء السنة التحضيرية في اجتماعهم الأول على هامش المؤتمر يتضمن طلب الموافقة من وزارة التعليم على إقرار اللجنة الموحدة لعمداء السنة التحضيرية والتي لقيت موافقة وقبولا لدى الجميع على أن تكون أمانتها في جامعة الدمام، يعقبها وضع لجان أخرى للمساهمة في إنشاء مركز لدراسات السنة التحضيرية، وهو مفيد في التعرف على الدراسات التي أجرتها بعض الجامعات وتعميم نتائج الدراسات على الجامعات الناشئة على سبيل المثال. وأضاف: "ما يؤكد على أهمية السنة التحضيرية وجود أرقام تؤكد ذلك في تحسين مدخلات الكليات بالجامعات، وفي نفس الوقت تحسن مخرجات الجامعات، ففي دراسة قامت بها جامعة الدمام خرجت بأن هناك زيادة تقدر ب 20 % في الأداء الأكاديمي للطلاب بعد أن أنهوا هذه السنة مقارنة بالطلاب الذين لم يستوعبوا بها، وهناك العديد من الدراسات التي عرضت في جلسات المؤتمر وتؤكد على زيادة الأداء الأكاديمي لدى الطلاب الذين أنهوا التحضيرية مقارنة بغيرهم. وذكر الفهيد أن جميع المشاركين في المؤتمر أجمعوا على أهمية السنة التحضيرية لأنها -وفقا لهم- تمثل مرحلة انتقالية للطالب الجامعي، وتحُد كثيرا من التسرب، كما أنه توجد دراسات تثبت انحسار تسرب الطلاب من الجامعات بعد إنهائهم السنة التحضيرية، وهذا الأمر يقلل من تكلفة التعليم الجامعي، وبالتالي فإنها مهمة جدا، وهي مدرجة في توصيات اليوم الأول وبداية اليوم الثاني من المؤتمر، لافتا إلى أن الطالب الجامعي في هذه السنة يتلقى كمًا هائلا من الخبرات والتجارب الأكاديمية، بالإضافة إلى وجود الإرشاد الذي يرفع من وعيه بأهمية هذه المرحلة واختيار التخصص المفيد له والذي يمكن أن يستمر فيه والعكس، مبينا أن من الأهداف التي يسعى لها هذا المؤتمر هو عرض هذه الايجابيات وتعزيزها وعرضها على المشاركين، بالإضافة إلى معالجة السلبيات التي بلا شك تصاحب أي مرحلة جديدة أو تجربة جديدة بالإضافة لوجود التحديات والصعوبات التي يجب أن نكون واعين لها. وأضاف الفهيد أنهم في اجتماع العمداء سترفع جامعة الإمام طلبا بالموافقة على المؤتمر الثاني الذي سيعقد فيها بعد أخذ الموافقة الرسمية من الجهات المختصة وأيضا أضيف أن هذا المؤتمر أقيم لكي يرفع ويزيد الوعي لدى المجتمع في المقام الأول وكذلك المهتمون والمختصون بالقضايا العالقة أو القضايا التي تحتاج إلى نقاش ومعالجة في السنة التحضيرية وأنا أعتبر شخصيا وأكررها أكثر من مرة بأن السنة التحضيرية صمام أمان الوطن، فإذا صلحت السنة التحضيرية صلح طلابها فالسنة التحضيرية تعد أجيالا للوطن متزودين بالمهارات الاكاديمية وغير الأكاديمية اللازمة لهم والتي قد يكون من المناسب أن نعرض التجارب التي تثبت هذا الشيء.