انطلاقاً من فكرة أن التراث يستحضر الماضي ليجعل من الحاضر مكاناً أفضل، وفي وقت تحتفي فيه المنامة بالتراث تحت شعار (تراثنا ثراؤنا) دشن مساء أمس مهرجان التراث السنوي ال «23» بالقرية التراثية بالقرب من قلعة عراد في المحرق، وستستمر فعالياته حتى 29 أبريل الجاري تحت رعاية العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وأوضحت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار أن رعاية العاهل البحريني للمهرجان، تأتي تأكيداً وتأصيلاً لقيمة التراث البحريني والهوية الثقافية، حيث أولى جلالته، المهرجان عنايته الشخصية الخاصة، وشرفه بالرعاية منذ انطلاقته الأولى في عام 1992، انطلاقاً من رؤية ثاقبة ترى في التراث قيمة تأسيسية، وبعداً حضارياً لمكونات الشخصية البحرينية العربية، وتجد فيه مرتكزاً للانطلاق نحو الآفاق المستقبلية. وأضافت : «بسبب هذه الرعاية، استمرت هذه الفعاليات الثقافية، تتفاعل في مجتمع البحرين، إلى أن أضحت حدثاً وطنياً، ذا أهمية علمية وأكاديمية، يوظف لخدمة البلاد على أكثر من صعيد، وهذا ما يمكن تلمسه من خلال التجاوب الشعبي والجماهيري، حيث استقطب مهرجان التراث جمهوراً كبيراً من المواطنين والمقيمين». ورداً على سؤال قالت الشيخة مي: "تواصل نسخة هذا العام من المهرجان استدراج مكامن الجمال في الموروث الشعبي البحريني بأشكاله المختلفة من موسيقى، فنون بصرية، إضافة إلى استحضار قيم الجمال التي تكتنزها ثقافة البحرين، التي تحتفي بها هيئة البحرين للثقافة والآثار، ومن بينها العمارة التقليدية، استخراج اللؤلؤ وما يحيط به من إرث ثقافي واجتماعي، القصص الشعبية، الخط العربي، الألعاب الشعبية، الحرف اليدوية وغيرها". وأضافت : "إن التراث لا يفقد رونقه أبداً، وهو سبب يدفعنا لنعيش هويّتنا ونفتخر بحضارتنا، كما أن التراث الذي نملكه هو نمط حياتنا، هو قيمة ما نقله إلينا أجدادنا من عادات وتقاليد وطرق تحفظ على مر السنوات ذاكرة الأجيال. والجميل في مهرجان التراث في عامنا الحالي أنه هذه المرة يذهب إلى كل الأماكن التي ترصد تلك الذاكرة، من لؤلؤ وحكايات حفرها الزمن في العمران العريق والشوارع العتيقة في البحرين". وأشارت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار إلى أن المهرجان سيكون مصدر إلهام لعرض 12 مكوّناً أصيلاً من حضارة وتراث البحرين، وهي: الآثار، العمارة، اللؤلؤ، الموسيقى، الرقص، الحرف، الثمار، الأزياء، المجوهرات، السيوف، الخيول والألعاب، وذلك باعتبارها مصانع ثقافية واجتماعية تؤرخ سيرة المكان وذاكرة شعبية. مبينة أن "غنانا الحقيقي في الإنسان الذي يعطي للأماكن قيمتها، حيث إنه في مهرجان التراث نذهب إلى هذه الحقيقة وننسج محطّات توقف عندها الزمن، وعاش فيها أجدادنا وآباؤنا وحاكوا سيرهم الإنسانية ومارسوا ثقافاتهم". المهرجان ينظم سنوياً منذ انطلاق نسخته الأولى في عام 1992م