قتل 42 مقاتلا على الاقل من صفوف كتائب معارضة وتنظيم داعش خلال اشتباكات عنيفة بين الطرفين ليل الثلاثاء الاربعاء شمال العاصمة دمشق، في حين قتلت قوات بشار الاسد 13 مدنيا بينهم تسعة اطفال، في قصف استهدف مناطق في محافظة ادلب. فيما دعا اعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس باراك أوباما إلى إقامة وفرض مناطق إنسانية آمنة في سوريا. وتمكن تنظيم داعش نتيجة هذه الاشتباكات من قطع طريق امداد اساسي للمعارضة في ريف القلمون، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد «قتل ما لا يقل عن ثلاثين مقاتلا من الفصائل الإسلامية والمقاتلة خلال اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش في منطقة المحسة عند اطراف القلمون الشرقي القريبة من الحدود الإدارية مع ريف حمص الشرقي (وسط)»، كما قتل 12 عنصرا من مقاتلي التنظيم. وتمكن التنظيم وفق المرصد من «السيطرة على اجزاء واسعة من المنطقة وقطع طريق امداد للمقاتلين يربط بين البادية السورية والحدود الاردنية». ويتنازع الجهاديون ومقاتلو عدد من الفصائل المعارضة أبرزها اسلامية السيطرة على منطقة ريف القلمون الشرقي، في وقت يخضع ريف القلمون الغربي لسيطرة قوات النظام ومقاتلي حزب الله. ومنذ ابريل 2014، سيطرت قوات النظام مدعومة من حزب الله على مجمل القلمون بعد معارك عنيفة مع مقاتلي المعارضة، إلا أن أعدادا منهم تمكنوا من التحصن في بعض المناطق الجبلية وكانوا ينطلقون منها لشن هجمات على مواقع قوات النظام. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان تنظيم داعش يحاول السيطرة على ريف القلمون الشرقي وطرد مقاتلي المعارضة منه، لضمان استمرار تنقله بسهولة من معاقله الرئيسية في شرق سوريا في اتجاه ريف دمشق وجنوب البلاد. وأوضح ان مقاتلي المعارضة في ريف دمشق يستخدمون طرقا عدة عبر البادية توصلهم الى الحدود الاردنية او التركية وينقلون السلاح والتموين عبرها. مجزرة من جهة اخرى، قتل 13 مدنيا بينهم تسعة اطفال، في قصف استهدف ليل الثلاثاء مناطق عدة في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، وفق المرصد. وأوضح عبدالرحمن ان رجلا وخمسة اطفال، بينهم ثلاث شقيقات، قتلوا جراء قصف الطيران المروحي التابع للنظام مناطق في مدينة معرة النعمان، فيما قتل سبعة مدنيين آخرين بينهم رجل وزوجته واطفالهما الاربعة جراء سقوط قذائف اطلقتها فصائل اسلامية على مناطق في مدينة جسر الشغور الخاضغة لسيطرة قوات النظام. وتحاول قوات النظام قضم مناطق في ريف ادلب في محاولة لتأمين خطوط امدادها بين المدينتين الرئيسيتين الخاضعتين لسيطرتها وهما اريحا وجسر الشغور، وذلك بعد سيطرة جبهة النصرة وكتائب اسلامية بالكامل على مدينة ادلب في 28 مارس. في المقابل بدأت قوات المعارضة بالتقدم شرق العاصمة واستعادت السيطرة على عدة نقاط كانت قوات النظام قد فرضت سيطرتها عليها في الأطراف الشرقيةلدمشق. وأعلنت المعارضة السيطرة على عدة نقاط في محور حتيتة الجرش باتجاه بلدة بالا، وكذلك على عدة نقاط في محور طيبة بحي جوبر الدمشقي، بعد اشتباكات عنيفة استمرت لعدة ساعات مع قوات النظام، ما دفع قوات النظام إلى الإنسحاب من المنطقة، في الوقت الذي قامت به طائرات النظام بغارات جوية على حي جوبر اتبعتها بقصف مدفعي كثيف. الضحايا الفلسطينيين على صعيد اخر، بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين في سوريا منذ اندلاع الثورة 2771 شخصًا. وأفاد تقرير لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا امس أن سقوط الضحايا الفلسطينيين جاء نتيجة مباشرة للقصف والاشتباكات والتعذيب في المعتقلات والتفجيرات والحصار التي يقوم بها النظام السوري، مفيدًا أن هناك أسبابًا غير مباشرة كالغرق أثناء محاولات الوصول إلى أوروبا. وأوضح التقرير أن 1800 ضحية توزعوا على جميع المخيمات الفلسطينية في سوريا من درعا جنوبًا، مرورًا بخان دنون، وخان الشيح، والسيدة زينب، واليرموك، وجرمانا، السبينة، والحسينية، والعائدين بحمص، وحماة، والرمل، إلى حندرات والنيرب شمالاً، إضافة إلى الضحايا الذين قضوا خارج مخيماتهم في مختلف المدن السورية وخارج سوريا. ووثق التقرير 73 ضحية فلسطينية تحت التعذيب في سجون نظام بشار الأسد منذ مطلع شهر مارس الماضي حيث تم التعرف عليهم عبر صور ضحايا التعذيب المسربة وشهادة أحد المفرج عنهم من معتقلات نظام الأسد. المناطق الأمنة سياسيا، دعا اعضاء جمهوريون وديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء الرئيس باراك أوباما إلى إقامة وفرض مناطق إنسانية آمنة في سوريا وسط مخاوف دولية من الأوضاع المتردية التي يواجهها ملايين النازحين بسبب الحرب. وقال العضوان الجمهوريان جون مكين ولينزي جراهام والعضوان الديمقراطيان ريتشارد ديربن وتيم كين في رسالة إلى أوباما اطلعت عليها رويترز «النزوح البشري الهائل والقتل والدمار إهانة للعالم المتحضر ويجب أن تتوقف». وأدت الحرب المستمرة منذ أربع سنوات إلى مقتل ما يربو على 220 ألف شخص فضلا عن تشريد الملايين. وحث أعضاء مجلس الشيوخ أوباما على إقامة منطقة آمنة أو أكثر «بآليات التنفيذ اللازمة» بما في ذلك تأمين المنطقة الحدودية من جانب تركيا. وطالبوا إدارة أوباما أيضا بتزويد النواب بمعلومات عن جهود تخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا، بما في ذلك جهود إقامة وفرض مناطق آمنة مع حلفاء الولاياتالمتحدة. وقال أعضاء مجلس الشيوخ أيضا إنهم أصيبوا بخيبة أمل لأن الولاياتالمتحدة لم تستقبل مزيدا من اللاجئين السوريين اثناء الصراع. وقد استقبلت البلاد أقل من 800 لاجئ. من جهة اخرى، أكد مندوب بريطانيا لدى الأممالمتحدة السفير مارك ليال قرانت أن رئيس النظام بشار الأسد لا يمكن أن يلعب أي دور في مستقبل سوريا بعد أن قامت قواته بقتل وإرهاب المواطنين. وشدد قرانت في كلمة ألقاها الثلاثاء خلال جلسات مجلس الأمن الدولي على ضرورة الوصول لحل النزاع في سوريا يشمل كل الأطراف بعد مرور خمس سنوات من الحرب.