أَخَاكَ أَخَاكَ إنَّ مَنْ لاَ أَخَا لَهُ كَسَاعٍ إلَى الهَيجَا بغَيرِ سِلاَحِ وَإِنَّ ابْنَ عَمِّ المرءِ - فَاعْلَمْ - جَنَاحُهُ وَهَل يَنْهَضُ البَازِي بِغَيرِ جَنَاحِ بيتان من الشِّعر الذي يُلامس شِغَاف القلب لمسكين الدارمي الذي غلب عليه لقبه رغم أن اسمه ربيعة، وقيل إنه لُقِّب بذلك لأنه قال عن نفسه: سُمِّيتُ مسكينا وكنتُ لجاجة وإنِّي لمسكينٌ إلى الله راغبُ جاء في الأثر "يدُ الله مع الجماعة"، ولذلك ما إن يحِلُّ بأحدنا بأسٌ أو شِدَّة إلا ويأوي إلى أحب النَّاس إليه وأقربهم منه بعد لجوئه إلى الله تعالى وتوكله عليه بقلبه وكافة جوارحه، ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه -: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ). صحيح البخاري. وورد عن المفَضَّل الضَّبي في كتابه ((الفاخر)): أنَّ أوَّل من قال: (انصر أخاك ظالمًا أو مَظْلومًا) هو جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم، فقد مَرَّ به سعد بن زيد بن مناة وهو أسير، فقال له جندب: يا أيُّها المرء الكريم المشْكُوم انصر أخاك ظالمًا أو مَظْلومًا وأراد بذلك ظاهرها وهو ما اعتادوا عليه من حَمِيَّة الجاهليَّة، لا على ما فسَّره النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل عليه سعد وفكَّ أسره، وفي ذلك يقول شاعرهم: إذا أنا لم أنصر أخي وهو ظالم على القوم لم أنصر أخي حين يُظْلم ولعل في ذلك من المغالطة الشيء الكثير، ولا يزال بيننا اليوم من أرباب العلم والفكر مَنْ يعمل بنظام الجاهلية الأولى رغم ما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرح جَلِي. وهناك على الجانب الآخر الإيجابي – وهو الغالب بفضل الله تعالى – مَنْ يتأسَّى برسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم فيحمل الكَلَّ ويُعينُ على نوائب الحق، وينتصر للمظلوم رادعاً الظالم عن ظُلمه وإن كان أقرب المقربين. ومن روائع الشعر ما جاء في قول القائل: أعين أخي أو صاحبي في بلائهِ أقومُ إذا عضَّ الزمانُ وأقعد ومنْ يفرد الأخوانَ فيما ينوبُهُم تَنُبْهُ الليالي مرةً وهو مُفْرَدُ أعلم يقينا أن سلامة المؤمنين كُلٌّ لا يتجزأ، ولذا يراود ذاكرتي كثيراً هذه الأيام الحديث الذي رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا))، فهلاَّ تأملناه قليلا،، وصدق من قال: يُعرِّفك الإخوانُ كُلٌّ بنفسه وخيرُ أخٍ ما عرَّفتك الشَّدائدُ قبل الوداع: سألتني: "عاصفة الحزم" التي انتهت مؤخرا ماذا تعني ل "ليلى"؟ فقلت: هي أخوة ونُصرة، حزمُ جماعة وعَزمُ قائد، رحمةٌ وحُب في ثياب حَرب، ومَنْ منَّا لم يُدرك ذلك حتى هذه اللحظة؟! ألا يكفينا أن حكمة القادة – أيَّدهم الله بنصره - جمعت الشمل ووحدت الكلمة استجابة لنداء جارٍ وقع عليه من الظلم ما وقع!! وفي قصيدة جميلة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي: حِنَّا عَرَب، وِلْنا سْلوم وْقُوَانين نْموت مَا نِرْضَى مَهونه على الجار الله يِعّزِ شْعوبنا، قُولوا آمين وَلَا يِفَرِّق وِحْدَة طْوَال الاعْمَار رئيسة قسم العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي النسائي بالمنطقة الشرقية