- عبد العزيز المنيع - حذّر المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من «مفتين منحرفين» يعملون على إغراء «النساء والسفهاء بإحداث فوضى لا داعي لها وأمور تخالف الشرع، وتدل على فسادهم وقلة إدراكهم وإيمانهم». ودعا المجتمع السعودي إلى أن يكون «سداً منيعاً ضد من يغري النساء والسفهاء بأمور تخالف الشرع». وأكد آل الشيخ أن من يسعى لنشر الفوضى مخالف لشرع الله، مشددا على أهمية التكاتف، ومشيرا إلى وجود أناس يسعون إلى تفريق الوحدة، ونشر الفساد والفوضى، مستدلا بقوله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ القائم على حدود الله والواقع فيها: كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مَرُّوا على مَن فَوقهم، فقالوا: لو أنَّا خرقْنَا في نصيبنا خرقا ولم نُؤذِ مَن فوقَنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نَجَوا ونجوا جميعا". ونبه مفتي السعودية من التستر على المجرمين والفاسدين، معتبرا ذلك مخالفا للأمانة التي يتصف بها المسلمون، مبينا أن المجتمع المسلم أمانة في أعناق جميع المسلمين لحمايته مما يضعفه أو يقلل من شأنه، مشيرا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه". وقال آل الشيخ في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبد العزيز في الرياض أمس: إن النفس أمانة يجب أن نلزمها بالفضائل والأخلاق، ورعاية جوارحنا من غضب الله سبحانه وتعالى، محذرا من اكتساب الأموال عن طريق الحرام، فالمسلم مسؤول عن طرق كسب المال وإنفاقه. ودعا المفتي المعلمين والمعلمات إلى الحرص على تربية النشء، وأن يربوهم على الكرامة والقول الطيب، مطالبا الموظفين بالالتزام في أداء مهامهم وقيامهم في الواجب، وعدم قبول الرشوة أو الواسطة لإنجاز المعاملات. وحذر المفتي من كتمان الشهادة أو تزويرها، وأداؤها دون أي مجاملة أو تحيز لأي طرف، مطالبا خطباء المساجد والعلماء بأداء مهامهم وتوجيه الناس والنصح لهم، وإزالة اللبس عنهم، وتعليمهم أمور دينهم. وقال آل الشيخ: تخصيص خطبة الجمعة عن الأمانة، لأن الأولاد أمانة يجب معاملاتهم وتربيتهم تربية صالحة، داعيا الآباء إلى ألا يقفوا حجر عثرة في مصير زواج بناتهم. وأوضح المفتي أهمية صدق الكلمة لدى الإعلاميين، داعيا إلى الصدق فيما يطرحونه، لأنهم مستأمنون على ما يخطُّونه في وسائلهم الإعلامية، وألا يكتبوا إلا الصحيح. وحث آل الشيخ إلى دفع الحقوق الواجبة للمسلمين، والإصلاح بينهم، قائلاً: إن ديننا يدعونا إلى الوحدة، قال تعالى: "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً". يأتي ذلك وسط جملة من الخطب والمحاضرات التي حذر منها المفتي من المظاهرات والتجمعات، حيث قال: "إن المظاهرات لم تحقق خيرا ولم نر فيها خيرا أبدا، وإنما رأينا الشر والبلاء"، مؤكدا أن هذه المظاهرات لا أصل لها في الشرع. داعيا المسلمين إلى التناصح فيما بينهم والنصرة والتأييد، وتحذير بعضهم من الباطل، مستدلا بقوله صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره، قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره". وأكد مفتي السعودية على أهمية تقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة، كاشفاً أن هناك من المسلمين من يريد تحقيق مصالحه الخاصة وتقديمها، مطالبا بالتعلم والتناصح، وعدم الانسياق خلف الفتن والمشكلات.