قضى 800 شخص في غرق مركب صيد، الأحد، قبالة سواحل ليبيا حسبما أعلن ممثلا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، فجر أمس، وذلك بعد ساعات على إعلان خطة عمل أوروبية لمواجهة مأساة المهاجرين في المتوسط. وأعلنت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أيطاليا، كارلوتا سامي "بإمكاننا أن نقول، إن 800 شخص قضوا" في الحادث، في حصيلة أكدها المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة فلافيو دي جياكومو. وأعلنت الشرطة الإيطالية، خلال الليل، أن اثنين من الناجين، وهما تونسي وسوري، يشتبه بأنهما القبطان وأحد أفراد طاقمه أوقفا على متن مركب تابع لخفر السواحل. وقالت سامي: "أجرينا مقارنات بين إفادات (الناجين)، كان هناك أكثر بقليل من 800 شخص على متن المركب، بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاما. كان هناك سوريون، وحوالى 150 أريتريا، وصوماليون... لقد أبحروا من طرابلس، السبت، في الساعة 08,00". وبحسب إفادات الناجين، فإن مركب الصيد الذي كانوا على متنه غرق بسبب فقدان التوازن نتيجة لتحرك جموع المهاجرين الذين كانوا على متنه لدى اقتراب سفينة شحن برتغالية أتت لنجدته. ويعقد الاتحاد الأوروبي، غدا، قمة استثنائية من أجل مواجهة مأساة المهاجرين في البحر المتوسط، وذلك بعد سلسلة من حوادث الغرق أوقعت مئات القتلى منذ مطلع العام. وصرح رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك، "لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو، ولا يمكن أن نقبل أن يموت مئات الأشخاص، وهم يحاولون عبور البحر للوصول إلى أوروبا"، وذلك خلال إعلانه عن القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات غدا. ويبدو الاتحاد الأوروبي مستعدا لإعادة النظر في إعادة توزيع طلبات اللجوء على الدول ال28 الأعضاء فيه، وليس فقط في إيطاليا واليونان وأسبانيا ومالطا وقبرص، نقاط الدخول الأساسية إلى الاتحاد الأوروبي. وكان الاتحاد الأوروبي يبدي ترددا حتى الآن إذ يخشى أن يؤدي تعزيز عمليات الإغاثة في البحر، والالتزام باستقبال عدد أكبر من المهارجين، إلى تدفق أعداد أكبر. وأعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن 35 ألف لاجئ وصلوا على متن قوارب إلى جنوب أوروبا منذ مطلع العام. وتشكل إيطاليا واليونان وبلغاريا وأسبانيا، منافذ الدخول الرئيسية إلى الاتحاد الأوروبي بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين الذين يدفعون أحيانا حياتهم ثمنا للحلم بمستقبل أفضل. وربما تدفع مشاعر الغضب الشديد التي تتأجج في النفوس بسبب غرق مئات اللاجئين الساعين للوصول إلى شواطئ المتوسط الشمالية قادة أوروبا إلى تغيير سياستهم التي يندد بها منتقدوها، ويقولون: إنها تقوم على السماح بغرق البعض لردع آخرين من المعدمين. وربما يصبح المانع المائي الذي يشكله البحر المتوسط بين أوروبا وجيرانها، الأقل حظا أقل تنفيرا بعض الشيء، حتى إذا ظل التركيز على تثبيط الهمم عن عبور البحر بوسائل أخرى غير الوسائل التي تنطوي على الموت غرقا. وكتب الحقوقي الألماني هيربرت برانتل، في صحيفة زودويتشه تسايتونج، يقول: "قد يملك الاتحاد الأوروبي الوسائل لإنقاذ اللاجئين الفارين من جحيم سوريا وليبيا لكنه يتركهم يغرقون." ويضيف: "أوروبا تستخدم اللاجئين الموتى لحماية نفسها من الآخرين. لقد حصنت أوروبا نفسها."