أكد وزير العمل والامتياز التجاري الإيرلندي ريتشارد بروتون أن السوق السعودي أحد أكثر الأسواق جاذبية في الشرق الأوسط والمنطقة، وقال إن بلاده تتطلع إلى شراكة استراتيجية كاملة في عدد من المشاريع الحيوية مع المملكة، مستفيدة من التسهيلات الممنوحة للمستثمرين الأجانب والمشروعات الكبيرة التي تشهدها في الفترة الحالية، مؤكداً أنهم يملكون الخبرات والإمكانات الصناعية والتقنية التي تمكنهم من احتلال مكانة مميزة في السوق السعودي، وتقديم خدمات مهمة لقطاع الأعمال. ونوه بروتون بالعلاقات المتينة بين البلدين في مجال التعليم والتدريب والخدمات المالية، مؤكداً أن زيارة الوفد الإيرلندي للسعودية فرصة لتطوير العلاقات والتعاون في المجالات كافة، لافتاً إلى أن تنوع مصادر الدخل هو العامل الرئيس في نجاح الاقتصاد الوطني، ونتطلع لتحسين وتطوير التعاون في مجال الإنشاءات، حيث أن مستوى المشاريع المشتركة في قطاع الإنشاءات بين البلدين هبط إلى مستوى 40%، متمنياً تعزيز التعاون في مجالات البحوث والتمويل، إلى جانب بحث المعوقات وسبل معالجتها وتطوير الشراكة في هذين المجالين. كما نوه السفير الإيرلندي السيد توني كوتر بالعلاقات المتميزة التي تجمع حكومتي وشعبي البلدين والعلاقات المتنامية بين قطاعي الأعمال، مؤكداً اهتمام بلاده بعلاقاتها الاقتصادية مع المملكة لما تتميز به من ثقل اقتصادي عالمي وما تشهده من تطور مضطرد في مشروعات التنمية الاقتصادية، وأشار إلى أن زيارتهم لغرفة جدة تأتي لتوثيق التواصل وفتح قنوات للتعاون مع الأجهزة المؤسسية المعنية بالقطاع الاقتصادي في القطاعين العام والخاص وللتعرف على الإجراءات والسياسات المتبعة في تنمية وتطوير علاقات التعاون الاقتصادي وسبل عرض الفرص الاستثمارية والقطاعات المستهدفة وتوجهات المملكة الاقتصادية. ولفت للتطورات التي يشهدها الاقتصاد الإيرلندي وتعافيه من الأزمات حيث زاد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.7% لعام 2014 كما تشهد التجارة الخارجية الإيرلندية نمواً غير مسبوق، حيث ارتفعت الصادرات الإيرلندية العام الماضي لتصل نحو 200 مليار دولار ويتم التصدير لدول أمريكا وبريطانيا والصين وغيرها كما تعمل بإيرلندا شركات خدمات وتقنية دولية مثل جوجل، أبل، أمازون، وفيسبوك. وأشار السفير الايرلندي إلى تميز بلاده في عدد من القطاعات كقطاع تقنية المعلومات حيث تعد من أكبر الدول المصدرة للبرمجيات والتكنولوجيا الحديثة بالإضافة لقطاع التعليم والتدريب والرعاية الصحية والسياحة والزراعة والأغذية والصناعات الدوائية والتي قال بأنها توفر فرصا كبيرة للشراكة التجارية بين المملكة وإيرلندا. وأكد الأمين العام لغرفة جدة عدنان بن حسين مندورة أن بيت أصحاب الأعمال على أتم الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم للعلاقات الاقتصادية بين القطاعين الخاص في المملكة وإيرلندا وتوظيف قدراته لتنمية العلاقات بين قطاعي الأعمال في البلدين، منوهاً لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين منذ انطلاقة مجلس الأعمال السعودي الإيرلندي عقب توقيع مذكرة تفاهم لإنشائه عام 2012م وقيامه بالعديد من الفعاليات واللقاءات، ودوره في تسهيل تبادل المعلومات بين مجتمعي الأعمال السعودي والإيرلندي بشأن الأوضاع الاقتصادية والسوق والفرص الاستثمارية المتاحة إضافة لتعزيز الروابط والاتفاقات في قطاعات التعاون الاقتصادي والصناعي وتقديم المقترحات والدراسات للجهات المختصة في البلدين بغرض تحسين وتطوير التعاون الاقتصادي إلى جانب تبادل الوفود التجارية وإقامة المعارض والفعاليات المختلفة. وشدد على ضرورة العمل بآلية الوفود التجارية المتخصصة في قطاعات بعينها لتعظيم الاستفادة من القيم المضافة لتلك القطاعات خاصة التعليم والتدريب والسياحة والزراعة والصحة والإنشاءات والبرمجيات وغيرها. وقال مندورة: نأمل أن يساهم اللقاء بمشيئة الله في تعزيز جسور التعاون المشترك، والوصول إلى قرارات مشتركة تساهم في توثيق أواصر التعاون، في ظل تواضع حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي لم يتجاوز 4.7 مليار ريال في عام 2013م وفق إحصاءات وزارة الاقتصاد والتخطيط، ونتطلع أن يساهم اللقاء الذي يجمع أصحاب الأعمال في البلدين في التعريف بالفرص الاستثمارية والمشاريع التي يمكن أن يعمل عليها القطاع الخاص في البلدين، خصوصاً في ظل الخبرات الكبيرة التي تتمتع بها إيرلندا، والسمعة الرفيعة التي حصلت عليها في مجال التدريب والتأهيل والتعليم على صعيد دول أوروبا.