لم يكن سهلا أن أسمع خبر وفاة الاخ الصديق فرحان فهد العقيل، ولم أتمن أن يرحل دون وداع، أحزنني الخبر وصمت لحظات لا أنطق إلا بالحوقلة. كان الهاتف في يدي وأنا أسمع الخبر لأنني لم أتابع إلكترونيا تلك الليلة؛ لكوني عدت من محاضرتي متعبا. أخذتني الذكرى لسنوات طوال قضيناها معا في مدينتينا المتجاورتين الطرف والجفر، نتبادل الأحلام ونسعى جاهدين كإعلاميين أن نجعل للأحساء مع زملائنا وقعا إعلاميا وثقافيا وبناء اجتماعيا ملحوظا، حيث تربينا سويا على أنشطة مركز التنمية الاجتماعية بالجفر سنين طويلة وأنشطته الكثيرة لبناء المجتمع. ويمضي بنا الزمن وتستمر المسيرة كل بعطائه، وينقطع بك السير وأنت في طريقك إلى الاحساء التي أحببتها وأحبتك عصاميا قريبا من الأنفس ومختلف الفئات، خدوما فرحا كما هو اسمك «فرحان» بكل إنجاز للوطن، كيف لا وجدك الذي سميت على اسمه كان من نقل رسالة الأهالي عن أحوال الأحساء إلى الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- قبيل فتحه الأحساء، فكان الفتح الذي جلب فرحا للأحساء وتنمية نراها عيانا كل حين. فرحان ترحل والأحزان تطوينا ألم تكن بيننا انسا يواسينا فكيف فهد ورزان وامهم واخوة امنن إلهي بصبر منك راجينا أي حزن يحزني وأنا أعزي فيك اخوتك وابنك وعمك وأنا مثلهما استحق العزاء كأخواني الإعلاميين الذين فجعتهم الحادثة، فجعتهم ليس اعتراضا على الأقدار ولكن الفقد صعب يا أبا فهد، والبعد لم يكن مؤقتا فنلتقي، ولكن بعدا نتمنى أن يكون بعده لقاء في الفردوس الأعلى عند رحيم مقتدر غفار، يهبك بكل حرف كتبته وجهدا بذلته لهذا الوطن درجة أعلى في الجنة، وتوفيقا لذريتك وحفظا لهم؛ ليكملوا مشوار حياتهم إبداعا وعطاء للوطن، كما أبدعت وأعطيت. رحمك الله رحمة واسعة، وألهمنا وأهلك ومحبيك الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.