بعد أن فرغ من كتابة مقالته الأسبوعية التي تطالعونها اليوم الأربعاء، رحل عن عالمنا الإعلامي والكاتب الصحفي الزميل فرحان بن فهد العقيل - رحمه الله تعالى - رحل هذا الرجل المعطاء، لكن سيل حبر قلمه الأخضر سيظل باقيا يتدفق حبا وطنيا في كل المناسبات. هو ظاهرة صحفية فريدة وتجربة ناضجة لونها واضح كوضوح الشمس، كتاباته تلامس، بل تعانق المواطن البسيط بجميع فئاته. قلبه قبل مجلسه مشرع على مصراعيه، وعلى المستوى المهني كان مبدعا في إدارة الوقت، حيث يلتزم تماما بتسليم مواده الصحفية في موعدها بدقة متناهية لاحترامه مهنته، إضافة إلى أنه يمتلك القيادة التنظمية الراقية حسبما أكد ذلك رفيق دربه الزميل عادل الذكر الله، الذي أشار إلى أن أهالي الأحساء اجتمعوا على حبه من الطائفتين الكريمتين ومن الصغير قبل الكبير. نهل من علوم الصحافة منذ أن كان طالبا على مقاعد الدراسة في ثانوية مدينة الجفر، حيث برز طالبا مجدا وصحفيا يشار إليه بالبنان متفوقا على أبناء 9 بلدات يدرسون معه في تلك المرحلة. منذ ذلك الوقت وهو يكرس جهده لخدمة الوطن والمجتمع، ولم يتوقف فقط عند تجربته الصحفية الناضجة التي امتدت في حب بلده ومحيطه الجغرافي فشملت كل البلدات وأبناءها، بل كان مبدعا في العمل التربوي. حيث بدأ حياته العملية معلما يقود الطلاب نحو العلم والمعرفة، طموحه كان كبيرا ونقده هادفا، القاسم المشترك في نقده حب الوطن والتطوير والتنمية. اءت لحظات الوداع الأخيرة مؤلمة لك يا أبا فهد، حيث احتشد المشيعون من مختلف مدن الأحساء وبلداتها يذرفون دموع الفراق الساخنة التي اختلطت برمال المقابر. حيث تسابق الجميع - ومن بينهم الزملاء الإعلاميون والصحفيون - يحثون الخطى لتشييع جثمانه بعد صلاة عصر أمس إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه مدينة الجفر التي أحبها فقابلته بالحب والعطاء، حيث تمت الصلاة عليه في جامع الجبر وسط المدينة، وتم دفنه محفوفا برحمة الله في مقبرة الجفر. لم تنته قصة "فرحان" الذي ترك خلفه أبناءه: "لطيفة، وعائشة، وفهد، وفارس، ورزان" الأخيرة رزان أبكت محبي والدها من أمريكا، حيث تدرس وتقيم، حيث تغريدتها بعد رحيل والدها التي أكدتها في سطور دامعة "أنا خلفك والدي .. أتحصن بمعرفتك لأكبر .. أنا خلفك أبي أتعلم وأنضج .. أمس أنتظرك تكتب لنخرج نتمشى .. واليوم أكتب لأودعك" هذه الكلمات المؤثرة أبكت زملاء المهنة بعد أن تم تناقلها في أواسط الزملاء الإعلاميين. رحمه الله كان متواصلا مع الجميع وكان آخر تواصله مع أحبابه الإعلاميين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نقل حياته من بلاد العم سام، حيث كان في زيارة إلى أمريكا ليطمئن على ابنته المبتعثة هناك، تابعه محبوه، حيث يصف حواره مع سفيرنا الدكتور عادل الجبير. رحل بوفهد في حادث مروري مأساوي في طريق عودته من الرياض قادما من الولاياتالمتحدةالأمريكية ليتزامن هذا الحادث بعد أيام من نشر مقاله الأسبوع الماضي .. رحمك الله يا فرحان. حشد من المعزين في مجلس العزاء