أقامت الجالية الاحوازية في استراليا مظاهرة حاشدة أمس الاثنين قبالة مقر السفارة الايرانية في كانبيرا عاصمة استراليا، تنديدا بالاحتلال الفارسي الذي يجثم على الاقليم العربي في ايران. مطالبة بوقف الاعدامات والاعتقالات العشوائية وسياسة التنكيل بحق الشعب الاحوازي العربي المسلم، ودعت الى دحر الاحتلال الفارسي. كما أعلنت تأييدها عمليات عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية ضد التمرد الحوثي المدعوم من ايران في اليمن. ثم اتجه المتظاهرون - بعد ذلك - للوقوف أمام دائرة الهجرة الأسترالية مطالبينها بالغاء القرارات التي تقضي بتسفير الكثير من الاحوازيين وتسليمهم الى ايران رغم ما سيواجهونه من عمليات تعذيب في سجونها. وأعلن المتظاهرون عن رفضهم للتدخلات الايرانية في الشؤون العربية وطالبوا الدول العربية باتخاذ مواقف صارمة تجاه الحكم الفارسي في ايران ودعم الشعب العربي الأحوازي وتبني القضية الأحوازية. وأعلن نائب وزير الخارجية الايراني الأحد ان بلاده مستعدة لاستقبال مواطنيها الذين حاولوا اللجوء الى استراليا. والاسبوع الفائت، دعا رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت ايران الى استرداد مواطنيها الذين رفض طلب اللجوء الذي تقدموا به، وتطرقت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب الى هذا الموضوع السبت خلال زيارتها طهران. وكانت وزيرة خارجية استراليا جولي بيشوب قد صرحت بأن استرالياوايران ستتقاسمان معلومات استخباراتية بشأن المسافرين (المشتبه في عزمهم على التوجه الى مناطق القتال)، إلا أن النائب المستقل وخبير الاستخبارات اندرو حذر كانبيرا من انها "تجازف". وقال: إن "النظام في ايران لا يمكن الوثوق به واستراليا تجازف باقامة اي علاقة امنية معه"، مضيفا ان طهران سبق ونشرت معلومات خاطئة لخدمة مصالحها، وحث حزب العمل على الحذر، وقال زعيم الحزب بيل شورتن: "علينا التيقظ كلما اتفقنا معهم". وتفيد أرقام رسمية نشرت في مارس ان الايرانيين يشكلون نحو عشرين في المائة من 1848 مهاجرا محتجزين داخل مراكز في استراليا. وصرح رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت، مؤخرا، ردا على مخاطر تعرض الايرانيين للاضطهاد اذا عادوا الى بلادهم بقوله : "بالطبع نتحدث عن الذين لا يعتبرون لاجئين، لكن الذين لا يعتبرون لاجئين يجب ان يعودوا الى بلادهم والى ايران اذا كانوا ايرانيين". ويعيش مئات آلاف الايرانيين بتأشيرات مؤقتة في انتظار الحصول على رد على طلبات اللجوء. من جهة أخرى، هناك في إقليم الأحواز العربي في ايران، تتواصل تظاهرات المواطنين الأحوازيين تنديدا بأوضاعهم المعيشية السيئة والتمييز بحق الجالية الأحوازية من قبل السلطات الايرانية. وكان مئات المعلمين في مدن الأحواز العربي - جنوب غرب إيران - قد احتجوا أمام دوائر التربية والتعليم على سوء أوضاعهم وتدني رواتبهم والتمييز ضدهم في الحقوق والامتيازات. وكانت وكالة أنباء إيلنا شبه الرسمية، أشارت الى أن الإقليم "شهد قبل بضعة أشهر احتجاجات معلمين على تردي أوضاع الحياة وعدم احتساب بعض المكافآت المالية لهم". ويعد هذا ثاني تجمع لمعلمي الأحواز ضمن سلسلة احتجاجات نظمها المعلمون في مختلف أنحاء إيران خلال الأشهر الماضية. وكان الناشط الإعلامي محمد مجيد الأحوازي قد أوضح أن الحراك السياسي والثقافي والاجتماعي الأحوازي الآن يدل على أن الشعب الأحوازي لن يتراجع عن مطالبته بحقوقه، وناشد الدول العربية والإعلام العربي أن يسلط الضوء بشكل أكبر على السياسات التي تنتهجها إيران في الأحواز وسوريا واليمن والعراق. وقال: إن عاصفة الحزم لم تأت لمواجهة الميليشيات الحوثية فقط، بل جاءت أيضاً لوقف المشروع الفارسي التوسعي على حساب الأراضي العربية. وقال: إن العرب الأحواز أيدوا عاصفة الحزم رغم حملة الاعتقالات التي تنتهجها الحكومة الإيرانية، حيث تم اعتقال الكثير ممن أيدوا العاصفة من شعراء وأدباء ومثقفين، كما ظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر وسائل الإعلام الأخرى من بعض القنوات التلفزيونية والصحف. وأوضح الناشط السياسي مؤخرا أن الحكومة الإيرانية تستهدف الشعب العربي الأحوازي استهدافاً استعمارياً عنصرياً من خلال تهميش الشعب الأحوازي من حقوقه الطبيعية. وأوضح أن الإيرادات النفطية من الأحواز تمثل أكثر من 90 % من الميزانية الإيرانية، وكذلك إيرادات الغاز أكثر من 50 % ، وكذا إنتاج القمح القومي الإيراني هو من منطقة الأحواز ، وأيضاً تم تحريف مسار الأنهار من مسارها الطبيعي، وتم نقل مياه الأحواز إلى المحافظات الفارسية وإلى العمق الفارسي وأيضاً توجد في منطقة الأحواز أكبر المصانع النفطية والبتروكيماوية. وكذلك الأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة ومع ذلك فإن غالبية الشعب الأحوازي يعاني من البطالة والفقر والتهميش والحرمان وهذا من ضمن السياسات الإيرانية الممنهجة لتفقير وتهجير هذا الشعب. كما يحصل مع النخبة من المثقفين وخريجي الجامعات، مشيراً إلى أنهم كأحوازيين يعيشون هذه الحالة، فالمثقف الأحوازي وخريج الجامعات الإيرانية وغير الإيرانية من الأحواز لا يتم توظيفهم في الأحواز، بل يتم توظيفهم في العمق الفارسي إذا كان هناك سياسة لتوظيفهم. وأشار الناشط محمد مجيد الأحوازي إلى أن ما يجري في الأحواز هي سياسة شاملة عنصرية تستهدف الإنسان العربي والأراضي العربية في الأحواز ببناء أكبر منشآت نووية مثل أبو شهر والزرقاني وغيرها من المنشآت حتى أصبحت الأرض العربية الأحوازية مكاناً لإتلاف المخلفات النووية والمصانع النووية والبتروكيماوية فكل ما يجري في الأحواز على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية سياسات عنصرية ممنهجة لسلب ثروات الشعب العربي الأحوازي. وكان ثمانية عسكريين ايرانيين قد قتلوا - الاثنين قبل الماضي - في منطقة نغور في أقصى جنوبايران على مقربة من الحدود الباكستانية على أيدي مسلحين مناوئين للنظام الايراني، وتبنت جماعة "جيش العدل" السنية الهجوم وفق وسائل الإعلام الايرانية، وهو أعنف هجوم يشنه هؤلاء الناشطون في المنطقة منذ اكتوبر 2013 حين تبنت "جيش العدل" هجوما استهدف مركزا حدوديا في جنوب شرق ايران وأوقع 14 قتيلا. وقال مساعد محافظ سيستان بلوشستان علي أصغر ميرشكاري بعد هجوم الأسبوع الماضي: إن "المسلحين قتلوا ثمانية عناصر من حرس الحدود وفروا الى داخل الاراضي الباكستانية". وقال مساعد قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني للشؤون الاجتماعية الجنرال سعيد منتظر المهدي: منذ 21مارس، قتل ثمانية عسكريين آخرين في هجومين منفصلين على الحدود العراقية، حيث تعيش جالية عربية. وأوضح ان "خمسة من قوات حرس الحدود قتلوا في منطقة سومار (على الحدود العراقية) وثلاثة من قوى الامن الداخلي في حميدية" قرب الاهواز كبرى مدن محافظة خوزستان. وفي نهاية ديسمبر 2014 قتل ثلاثة عسكريين ايرانيين بنيران المسلحين العرب في منطقة سرفان في الولاية نفسها، وقبل ذلك بشهرين قام مسلحون بقتل ثلاثة من عناصر قوات حفظ النظام في المنطقة ذاتها. وتضم محافظة سيستان بلوشستان جالية سنية كبيرة في بلد يحكمه نظام صفوي وهي تشهد بانتظام هجمات تقوم بها مجموعات مسلحة. وتتهم ايران باستمرار باكستان بعدم التحرك بحزم ضد المسلحين السنة الذين يشنون هجمات على الاراضي الايرانية. وباشرت ايران في مطلع التسعينيات بناء "جدار" يفترض ان ينتهي العام 2015 لاغلاق حدودها مع افغانستانوباكستان الممتدة على مسافة حوالى 1800 كم، وتسعى السلطات بذلك الى منع تهريب المخدرات وتسلل المجموعات المسلحة.