ليس بالمستغرب أن يتداول الناس اقاويل مختلفة حول الأسعار المتعلقة بالعقار، والداعم لهذه الأفكار هو الرغبة الملحة لدى الناس بانخفاض الاسعار بشكل حقيقي وسريع خصوصا في وجود بعض الكتّاب ممن يُجيد الرقص على مشاعر القرّاء مستخدماً المقالات التي تثير الغضب تجاه العاملين في المجال العقاري والهدف هو كسب اكبر عدد من المتابعين دون مراعاة للمصداقية في الطرح، ويتجلى هذا في مقالات لا تمت للواقع بصلة تستهدف الهجوم غير المبرر على تجار العقار خصوصا. لكن المتمعن لواقع الحال سيجد ان تلك مجرد نظريات وآراء ربما انها ليست حقيقية لأسباب كثيرة، فبنظرة عامة للأسعار خلال العشرين سنة الماضية سنجد أن الارتفاع شمل كل شيء ليس العقار فقط رغم الدعم الحكومي لبعض المنتجات الا أن الزيادة مستمرة، وهذه الزيادة كانت تدريجية لا يقودها فرد او تاجر او حتى مجموعة تجار بل هو ارتفاع عالمي ليس فقط في بلادي. لذا الانخفاض المتوقع «ان حصل» فلن يشكل فارقا كبيرا للراغبين في الشراء، بل ستظل عقبة الاسعار قائمة الا اذا أوجدنا حلولا اخرى كالاستفادة ممن سبقونا بالتجربة الإسكانية، وتغيير نمط تفكيرنا لتكون نظرتنا للحلول اكثر شمولية وموائمة لاحتياجاتنا. المهم في هذا الموضوع ان القارئ يجب ان يكون بالوعي الكافي لاستيعاب ما يقرؤه من مقالات ومواضيع تثير الحنق على العاملين في المجال العقاري والذي يعتبر احد اهم الروافد الاقتصادية في البلاد، ولان الكاتب يجب ان يراعي دوره ومسؤوليته الاجتماعية تجاه وطنه بالاستفادة من موقعه الإعلامي في طرح الحلول ووضع المقترحات التي تسهم بشكل فاعل في عملية البناء (علماً بأن هذا هو الدور الحقيقي للكاتب النزيه) بدلا من اتخاذ موقعه كمنبر شخصي للهجوم على الآخرين ممن اختلفوا معه في الرأي. الاختلاف في الرأي شيء صحي دليل على ان الجميع يفكر... وليس الاختلاف مدعاة للهجوم على الغير لمجرد اختلافهم!! تفكيرك في احتياجات الناس وحبك لوطنك لا يمكنك اثباته بالتقليل من شأن الآخرين، إنما بالتفكير الايجابي والتقدم خطوات تجاه الحلول الممكنة التي تخدم المواطنين. مسئولية القلم يجب ان يحملها من يسعى للعمار والاتفاق بدلاً من الدمار والافتراق. الواقع الذي نعيشه لا يحتمل المزيد من الضغائن. ضع وطنك ومصلحة ابنائه نصب عينيك قبل ان تضع مصلحتك ومشاعرك الشخصية على الورق.