تتفاقم معاناة اليمنيين في العاصمة صنعاء وبقية محافظات اليمن يوماً بعد يوم مع استمرار مليشيا التمرد الحوثي، في تطبيق إجراءات تعسفية، بحق السكان المحليين. وأكد يمنيون في صنعاء، أن الحال ضاق بهم ذرعاً، جراء انعدام الوقود، واحتكار جماعة الحوثي المتمردة للمشتقات النفطية وتوجيهها نحو ما يسمى " بالمجهود الحربي"، إضافة إلى انقطاع الكهرباء عن العاصمة ومناطق واسعة من البلاد بسبب انعدام الوقود المخصص لتشغيل محطات توليد الطاقة. فمنذ بدء المليشيات الحوثية في اجتياح صنعاء في ال21 من شهر سبتمبر المنصرم من العام الماضي 2014م، بدأ القلق يساور السكان المحليين في العاصمة صنعاءوالمحافظات الأخرى من البلاد، بسبب الطريقة التي تدير بها المليشيات المناطق التي تجتاحها، من خلال عمليات الملاحقة الأمنية للعناصر المناهضة لها، واستمرارها في انتهاك حرية الصحافة، وتقييد الحريات العامة، الأمر الذي ولد شعورا بالقلق من المستقبل المجهول لليمن في ظل الإدارة الحوثية التي يصفونها بالانتهازية. وأعرب سكان محليون التقتهم، وكالة الأنباء السعودية /واس/ عن مخاوفهم بسبب الوضع الإنساني في المحافظات اليمنية بشكل عام، وصنعاء وعدن بشكل خاص، بسبب عجز جماعة المتمردين الحوثيين في إدارة الدولة وتأمين الخدمات العامة الضرورية لاستمرار الحياة. وتشهد العاصمة صنعاء، تحديداً أزمة حادة في المياه، بسبب انعدام طاقة الكهرباء وعجز مؤسسة المياه عن الوفاء باحتياجات السكان، الأمر الذي دعا الكثير من السكان إلى الوقوف في طوابير طويلة أمام محطات خاصة لضخ المياه، لأخذ احتياجاتهم من الماء، التي تكلفهم كثيرا من الجهد والتعب، في نقلها إلى منازلهم بواسطة صناديق بلاستيكية. وتعيش صنعاء ومناطق أخرى من البلاد، مشاهد متمثلة في عمليات النزوح الكبيرة للسكان إلى قراهم النائية بسبب الصعوبة التي يواجهونها في الحصول على الخدمات، جراء العجز الكبير لجماعة الحوثيين في إدارة الدولة، لكن تلك الرحلة لن تكون بعيدة عن المخاطر، إذ يصطدم الكثير من الأسرة النازحة بأجور النقل المرتفعة الناتجة عن انعدام الوقود، وإخفاء المليشيات الحوثية له من المحطات المخصصة لبيعه وتخزينه في مواقع خاصة. وأوضح سكان محليون، أن سعر دبة البنزين، سعة عشرين لتر، ارتفع إلى سعر جنوني، وصل إلى أكثر من عشرين ألف ريال يمني، وهو مبلغ يقترب من مائة دولار، الأمر الذي ضاعف من معاناة السكان، وقرار بعضهم بالبقاء في منازلهم، نتيجة لعجزهم عن تأمين المبالغ المالية الكافية لنقلهم إلى قراهم. ويطالب السكان، جماعة الحوثي المتمردة، بالعدول عن قراراتها التعسفية التي ألحقت الضرر على حياتهم.. كما يدعونها إلى وقف الحرب التي تشنها في المناطق الجنوبية من البلاد، وإلقاء سلاحها وتسليمها للدولة، والانخراط في حوار سياسي ينهي الأزمة القائمة. وثمن سكان محليون، الجهود التي قامت وتقوم بها المملكة العربية السعودية، لدعم ومساندة حوار الأطراف اليمنية قبل نشوب المعارك في المحافظات الجنوبية، وانطلاق عملية عاصفة الحزم في ال26 من شهر مارس المنصرم. وأكد السكان، أن عملية عاصفة الحزم، كسرت شوكة المتمردين الحوثيين، وأجبرت الكثير من عناصرها إلى تسليم سلاحها، منوهين بمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ومسارعته لنجدة الرئيس عبدربه منصور هادي، معربين عن أملهم في أن تقوم قيادة الجماعة المتمردة بمراجعة سياستها والعدول عن قرارها في استمرار القتال، حتى يعود السلم إلى البلاد، بما يسهم في تهيئة المناخ أمام الأطراف كافة للجلوس على طاولة الحوار والوصول إلى اتفاقات تنهي الوضع القائم بكل سلاسة.