جاءت عاصفة الحزم كردة فعل للتمدد الإيراني في المنطقة؛ نتيجة للفراغ السياسي والأمني الذي نتج عن الغزو الأمريكي للعراق، ثم تداعيات الثورات العربية وما تلاها من ردود أفعال التي استنزفت الكثير من مقدّرات العرب وإمكانياتهم. وفي تصوري أن عاصفة الحزم تشكل انعطافاً هاماً ومحطة رئيسة لبناء جبهة عربية ضد التوغل الإيراني في المنطقة العربية، ومع أهمية الجانب العسكري والأمني في هذه الحرب المشروعة التي تنطلق فيها السعودية وحلفاؤها من خندق رد العدوان والحفاظ على أمنها الإستراتيجي لها وللعرب عموماً، إلا أن لهذه الحرب أدواتها الإعلامية وأبعادها الفكرية التي تؤثر تأثيراً بالغاً في سير هذه الحرب ومدى إمكانية أي طرف للتقدم ومن ثم حسم المعركة لصالحه. لعل من بركات الثورة السورية على الشعوب العربية أنها أزالت الكثير من المساحيق الزائفة، ونزعت العديد من الأقنعة التي كانت تظهر أمام الشعوب كدول وتنظيمات ممانعة ضد الصهاينة، فإذا بأياديها القذرة تنغمر في بحر من الدماء السورية التي جاوزت ربع مليون إنسان وتشريد بضعة ملايين في أسوأ كارثة إنسانية للعالم العربي في تاريخه الحديث. إن سدنة المشروع الإيراني وأذنابه في المنطقة العربية، مهما سعت آلتهم الإعلامية وأبواقهم المأجورة في إلباس الحوثي وأمثاله لباس المناضلين، فإن هذه المحاولة ستفشل مع تكثيف الوعي الشعبي حول الدور الإجرامي المباشر وغير المباشر الذي شاركت فيه إيران نظام الأسد في ذبح الشعب السوري. الذين يتباكون اليوم على الشعب اليمني ويطالبون بإيقاف عاصفة الحزم ضد الحوثي وحلفائه لا تهتز مشاعرهم للبراميل المتفجرة التي يلقيها الأسد والإيرانيون على رؤوس أطفال ونساء سوريا بلا رحمة، ولا يثيرهم منظر جثث أطفال سوريا الذين قضوا بالغازات السامة. إنها دموع التماسيح والإنسانية المزيفة التي رأت في عاصفة الحزم عائقاً تعترض سبيلهم وطريق ميليشياتهم وأذنابهم للهيمنة على الشعب اليمني العريق. إن فضح تلك الازدواجية في الخطاب الإعلامي الإيراني وحلفائه يساهم مساهمة فعّالة في تحشيد الوعي الشعبي العربي والإسلامي ضد هذا العدوان الإيراني على المنطقة.