يوم الثلاثاء الماضي هو يوم مميز في مسار صناعة النجاح للقيادات الخليجية وشعوبها، فقد أعلن نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الإعداد لإطلاق أول مسبار عربي إسلامي لاكتشاف المريخ، وفي ذلك اليوم أيضاً أقر مجلس الأمن المشروع الخليجي حول اليمن بتجريم الحوثيين وعلي عبدالله صالح ومنع توريد السلاح لهما، وهذان القراران يفتحان مساراً جديداً لنهضة عربية تنطلق من الخليج العربي، من خلال مسارات التنمية المستدامة، ومسارات القوة العسكرية التي تردع كل من تمتد يده لأمن الخليج ودول التحالف العربي المشاركة في عمليات "عاصفة الحزم". لقد أثبتت عمليات التحالف العربي "عاصفة الحزم" بقيادة المملكة العربية السعودية أن هذا العالم لا يعرف إلا منطق القوة، وأن بعض الدول المتغطرسة والمنظمات الإرهابية رأت أن المملكة ودول الخليج قد تصبح لقمة سائغة لأطماعها!، وهم لم يستطيعوا أن يقرأوا منطق الحكمة والمناورة السياسية التي كانت المملكة ودول الخليج تنتهجها منذ زمن، وذلك من أجل إحلال السلم والأمن في العالم أجمع. أقول: إنهم لم يفهموا منطق الحكمة الخليجية، وفهموه على أنه ضعف وتخاذل، بينما كانت المملكة والدول الخليجية تمد بساط الحوار، ومع هذا فهي ليست غافلة عن كل ما يحدث من ألاعيب صبيانية طائشة كانت تلتزم حيالها الترفع حتى آخر رمق!. لقد أثبتت عمليات "عاصفة الحزم" مدى القوة والفاعلية التي أحرزها التحالف العربي، وكيف أن تلك الضربات الموفقة ضد المتمردين على الشرعية اليمنية كانت مثار دهشة وانبهار محلي وإقليمي وعالمي، ومن خلالها أثبتت المملكة أنها ليست ضعيفة كما تصورها المغفلون، بل أكدت على أنها هي اللاعب الحقيقي في المشهد السياسي اليوم، وأنها هي حجر الزاوية في تغيير ولخبطة كل الأوراق الإرهابية القذرة التي تريد إشاعة الفوضى في العالم العربي خصوصاً بعد أحداث ما سمي بالربيع العربي، وأن المملكة ودول التحالف العربي قد هزمت جيش الفساد وصانع الفتن الطائفية في الجسد العربي. نجاح "عاصفة الحزم" كشف وعرى تلك الحملات الإعلامية المأجورة ضد المملكة، وليس هذا فحسب، بل إن النجاح جعل تلك الحملات مصدراً من مصادر السخرية السياسية لما فيها من كذب وافتراءات لا تمت للحقيقة بصلة، فصناعة الحقيقة ليست بالكذب والتزوير الإعلامي، ولكن الحقيقة هي "عاصفة الحزم" التي جعلت من إعلام إيران وأحزابها في المنطقة يترنحون غير مصدقين ما جرى، بدليل أن أكاذيبهم الإعلامية صارت مصدر ضحك وسخرية على مستوى العالم. في يوم الثلاثاء 15 ابريل، استطاعت الدول العربية استصدار قرار في الأممالمتحدة ضد الحوثيين وضد المخلوع علي صالح في اليمن، وأقر مجلس الأمن المشروع الخليجي حول اليمن، حيث وافقت أربع عشرة دولة على القرار، بدون تسجيل أي معارضة تذكر، ويأتي هذا القرار الأممي ليطلق رصاصة الرحمة على المشروع الإيراني المخرب في المنطقة، ويكشف زيفه أمام العالم أجمع، كما يكشف الحماقة الروسية التي تحاول بكل ما تستطيع ترقيع وجه الفساد وصناعة الإرهاب الإيرانية، ولكنها عبثاً تستطيع. إن "عاصفة الحزم" قد أعادت الهيبة والعزة للعرب وللكيان العروبي، ووحدت الكلمة سياسياً وشعبياً، وفي المستقبل القريب بإذن الله سيعود الاستقرار في اليمن، وستتغير خريطة العبث الإيراني السوري لتكون في صالح العدالة والشعوب العربية، ومعها بشِّر بالتنمية الإنسانية والبشرية التي تكفل الحق والكرامة للجميع. * باحث في الدراسات الثقافية