لم تعد «عاصفة الحزم» عاصفة واحدة وكفى، بل أثمرت «عواصف» عديدة، أولها وأهمها قرار العاصفة الذي أعاد إلى الأمتين العربية والإسلامية روحهما وكرامتهما ومعنوياتهما، بعد حقب من المهانة والتماوت وتقديم الخدود للصافعين من كل ملة ودين وانتهازية. وبعد قرار العاصفة الجريء الشجاع، تأتي العاصفة العسكرية التي أحبطت دسائس المتآمرين في الظلمات و«المشعوذين» المهايطين في الفضائيات الذين جعلوا من دعايات إنهاك الأمة وذلها مادة يومية لبياناتهم المصممة خصيصاً لوهن الأمة والتبشير بالعزة الإيرانية وتصوير جرائم النظام الإيراني وعملائه على انها بطولات وطوفان سوف يلتهم العرب وينهيهم، بل ويستولي على المدينةالمنورة ومكة المكرمة، أقدس الأقداس، ويحول القبلة إلى قم. وأدركت أذيال إيران في صعدة وفي كل وطن عربي أن إيران نمر من ورق، مثل عجل السامري لبني إسرائيل، وأن قوته تكمن في استغلال المستضعفين وتوظيفهم خدماً فحسب لمشروعاته العنصرية. وأدركت أدوات الخلايا وقادتها ان طهران ليست حاضرة لنجدتهم، بل إن طهران ليست معنية بهم، إن توقفوا عن أن يكونوا مفيدين للمشروع التوسعي الإيراني، دعك من شعارات نصرة المستضعفين ومقاومة إسرائيل، فهذه ليست إلا غطاء إبليسياً لعدوانية النظام الإيراني، إذ يوجد عشرات الملايين من «المستضعفين» في إيران نفسها، يشوون يومياً بسياط الفقر والحاجة والعوز وتسلط الموظفين الفاسدين والحرس الثوري. أما المستضعفون العرب، فإن نظام إيران معني ب «توظيفهم» في مواطنهم لإثارة البلبلة والفوضى في بلدانهم العربية ليمكن الأذرع الإيرانية من أن تتمدد في الوطن العربي. ولو أنهم طلبوا الهجرة إلى إيران لوجدوا أبواب طهران موصدة، بل هناك «مستضعفون مظلومون» عرب حينما يزورن إيرانوطهران يتعرضون للإهانة والتمييز العنصري والمعاملة السيئة واستقصاد زلاتهم، ولا يستطيعون الجهر بالشكوى، لأن الصفوية العنصرية الطائفية المقيتة «ترهبهم» بأن الحديث عن مساويء إيران وعنصريتها وهن للمذهب وفاعله يرتكب إثماً عظيماً. العاصفة الثالثة، هي العاصفة الدبلوماسية، بدأت بتعاطف لافت من تركيا وباكستان، وتأييد واسع من الدول الإسلامية والعربية والعالمية. وتوجت جهود الدبلوماسية السعودية الفذة هذا الأسبوع بإصدار قرار مجلس الأمن رقم 2216 تحت الفصل السابع. وواضح ان الدبلوماسية السعودية نجحت في تحييد روسيا، وهو ما أصاب طهران وخلاياها بصدمة سياسية عنيفة مثل الصدمة العسكرية الأولى عند بدء العاصفة. العاصفة الرابعة، هي تعرية نظام طهران وخلاياه وارتباطاته، إذ لم تعارض «عاصفة الحزم» سوى المنظمات الإرهابية وشبكات التخريب و«مطبخها» في طهران، مثل الحرس الثوري وخلاياه في الوطن العربي، وأيضاً تنظيم داعش الإرهابي الذي يقدم خدمات جليلة لطهران في سوريا والوطن العربي، وإن بدا خلافها مع إيران في العراق تكتيكياً فحسب ولا يذكر مقارنة بالخدمات التي يقدمها داعش لإيران في العراق تحديداً. وتر عاصفة العواصف.. في الجو والبر والبحر، وفي الأذهان.. إذ تستيقظ الأمة وتنتفض.. وتسطع شمس الصحاري.. وسلمان صوتها.. خادم الأمة القوي الأمين.. وحارس البيت العتيق.. إذ تصدح الأناشيد.. وتزغرد الأمة.. بنشوة النصر على الهوان.. وثورة الكرامة.