في كل الاندية يظل المدرب هو المسؤول الأول والأخير عن أي إخفاق يصيب الفريق، ويكون هو الضحية الكبرى في نهاية المطاف، رغم أن منظومة العمل متكاملة ما بين إدارة النادي والجهازين الإداري والفني واللاعبين، إلا أن ثقافتنا من المنتخبات مرورا بالأندية واحدة ولا تتغير، ولن تتغير برمي المسؤولية كاملة على المدرب، لاغير. ما ذنب المدرب، إذا أعطى اللاعب معلومة معينة يريد منه أن يطبقها في الملعب، ليطبق اللاعب خطة أخرى لم يطلبها منه المدرب ؟ وما ذنب المدرب إذا كانت حراسة الفريق مهزوزة، وارتكبت أخطاء تلقى من خلالها الفريق هزائم متعددة لتكون الإقالة من نصيب المدرب ؟! لماذا لانرتقي بتفكيرنا إلى الأمام قليلاً ونبتعد عن مقصلة المدربين، فمن يصدق أن فرقنا تقوم بتغيير المدرب أربع أو خمس مرات في الموسم الواحد ؟ صدقوني أننا نطلب المستحيل والمستحيل بدرجة كبيرة تفوق الخيال، فكم من مدرب أبعد عن فريقه، وهو يستحق البقاء وإعطاءه الفرصة الكاملة لموسمين وثلاثة، فالمدرب كالديرون في أحد المواسم أقيل من تدريب منتخبنا الأول لكرة القدم، وهو في قمة عطائه ليصاب الجميع بصدمة قوية جراء تلك الإقالة، وسامي الجابر الذي أعطى الهلال قبل موسم الكثير لكنه ابتعد أو ( أبعد ) في صدمة جماهيرية أخرى، وهذان فقط مثالان والقائمة تطول. أعطوا المدرب الفرصة الكاملة ليقول كلمته، وما هي المشكلة لو بقي موسمين أو ثلاثة ؟ وما هي المشكلة لو أن الفريق لم يحقق بطولة؟، ولماذا لايتم محاسبة اللاعبين والخصم من رواتبهم، بناء على تقارير فنية من المدربين ترفع بعد كل مباراة، أليست هذه وظيفة رسمية للاعب المحترف، ومن حق إدارة النادي أن تخصم عليه متى ماكان مقصرا؟ طبقوا الاحتراف بالمعنى الصحيح على الجميع، مدربا ولاعبين وإداريين، ولا يكون الاحتراف بقوانينه وعقوباته فقط ضد المدرب، أعرف أن هذا الكلام لن يجدي أبدا، لأنه وكما ذكرت المشكلة الكبرى ليست في الأندية بل في المنتخبات ومنها انتقلت إلى الأندية منذ سنوات، وبالتالي لا تستغربوا مستقبلا أن تجدوا لكل مباراة مدربا خلال مباريات الموسم، ففي ملاعبنا الكثير من العجائب والمفاجآت التي رأيناها والتي لم نرها حتى الآن ، قد يكون هذا الكلام مقنعا، وقد يكون غير مقنع، وفي النهاية مصلحة كرتنا تهمنا جميعا وسنتفاءل قليلا لعل وعسى !