وزارة الصحة من الوزارات التي تمس حياة المواطن مباشرة ويوم أمس الأول أمر الملك سلمان بإعفاء وزير الصحة أحمد الخطيب من منصبه بعد 10 أسابيع من تعيينه وكُلف محمد آل الشيخ وزير الدولة عضو مجلس الوزراء بالقيام بعمل وزير الصحة، والذي أتمنى له التوفيق في مهمته القادمة، والمأمول من الوزير أن يعمل على وأد البيروقراطية فالوزير لوحده لا يستطيع القيام بالتغييرات الحقيقية والمأمولة من الشعب إن لم يحدث تغييرات في مناصب الوكلاء ومديري العموم فإعفاء 5 وزراء في 6 أشهر يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الخلل في هيكلة الوزارة ووكالاتها ومديري العموم في المناطق. الملك حفظه الله يكرر في خطاباته «أنا خادم للمواطن»، والوزير قبل التوزير وبعده هو مواطن والمواطن ينتظر معاملة طيبة واستقبالا طيبا وخدمة راقية ووفرة في أسرة المرضى، المواطن ينتظر ديناميكية من المسئولين في وزارة الصحة في إصلاح الخلل الإداري وتسريع المواعيد وتطبيق التأمين الصحي الذي تأخر كثيراً، مع إنشاء مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية الذي يضم 22 وزيراً ويرأسه سمو الأمير محمد بن سلمان، والذي يُعنى بكل ما يمس الفرد في شئون حياته اليومية والمستقبلية، بدأ المواطن يلمس مرحلة تحجيم البيروقراطية لتسريع منظومة العمل الحكومي وتكاملها، وأضحى المجلس يتصل مباشرة بتحقيق مفهوم الرفاه الاقتصادي الشامل الذي يتطلع إليه المواطن والمجلس، المجلس هو مراقب لأداء الوزراء ومُقيم لأدائهم ودورهم في مسيرة التنمية الجديدة التي يتطلع إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ويحرص ويوجه على تحقيقها باتوا يلحظون تحولاً حقيقياً في مفهوم منصب الوزير ذاته، من منصب شرفي يسيل له لعاب الطامحين إلى الكراسي إلى منصب ملتهب يخضع للاختبار والتقييم والتقويم المستمر، ما يجعله منصب تكليف واختبار وخدمة عامة تخضع لمعايير إدارية صارمة، تتجاوز افتتاح المؤتمرات وإلقاء الخطابات وشغف أضواء الفلاشات. الحزم أبو العزم أبو الظفرات.. والترك أبو الفرك أبو الحسرات، نجاح أي وزير من نجاح فريق العمل المرافق له بحيث يكون الهدف العام لهم هو خدمة المواطن والبعد عن الفلاشات والتركيز على الإنجاز، وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة هي مرآة لعمل أي مسئول. وفي رأيي أن المطلوب من أي وزير أقسم أمام الملك وحمل لواء الأمانة أن يقدم مشروعا استراتيجيا لسير وزارته يتضمن الهيكلة والخطط التطويرية السنوية لأن من لم يقدم خلال عامه الأول خدمة ملموسة للمواطن تُبرز قدرته كوزير فلا أظن انه سيقدم شيئا بعد ذلك وعلى كل وزير أن يعلم علم اليقين أن الدولة رعاها الله تنظر إلى أنها جزء لا يتجزأ من العالم المتقدم وأنها لن تبلغ تلك المكانة أو تحافظ عليها إلا بالرجال المخلصين أصحاب الأداء الممتزج بالاحترافية على أقل تقدير التي يحرص عليها الملك وينشدها المواطنون، أما زمن المناصب من أجل الوجاهة والمحسوبية فلا مكان لها في سياسة سلمان الخير، سلمان الحزم، سلمان العدل، سلمان السلم لمن سالم سلمان الحرب لمن حارب، سلمان ومن مثل سلمان الله يحفظه ويطول بعمره.