أعلن القائد العام للقوات المسلحة الليبية الفريق أول خليفة حفتر عن استكمال استعدادات الجيش الليبي عسكرياً وميدانياً لتحرير مدينة بنغازي، فيما اكد وزير الخارجية المغربي من واشنطن والذي تستضيف بلاده حوارًا بين اطراف النزاع في ليبيا برعاية الاممالمتحدة أنه «واثق» من قرب إحلال السلام في ليبيا، وقال رئيس الوزراء الايطالي: إن معالجة مشكلة الهجرة السرية «من جذورها» ستستمر طالما استمر النزاع في ليبيا. ونظراً للوضع الراهن في بنغازي، فقد أصدرت القيادة العام للقوات المسلحة الليبية قرارًا بتعيين العقيد محمد العبدلي آمرًا لمنطقة بنغازي العسكرية، تمهيدً لإنهاء القتال الدائر في المدينة، التي أعلنها مجلس النواب مدينة منكوبة. إلى ذلك، دعا المجلس المحلي لبنغازي أعضاء مجلس النواب من المدينة لعقد اجتماع مشترك بأسرع وقت ممكن، نظرًا للوضع الراهن الذي تمر به بنغازي، وما تشهده من أحداث لا يزال أثرها السلبي قائماً على مستوى الخدمات المقدمة لسكانها على كافة الصعد. وطلب المجلس المحلي للمدينة من النواب استخدام صلاحيتهم كسلطة عليا لوضع الحكومة المؤقتة أمام مسؤوليتها للتخفيف من أزمة ومعاناة السكان. سياسيًا، أكد وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار خلال زيارة الى واشنطن أن بلاده -التي تستضيف منذ مارس حوارًا بين أطراف النزاع في ليبيا برعاية الاممالمتحدة- واثقة من قرب التوصل الى حل سلمي في هذا البلد. وقال مزوار خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الامريكي جون كيري الذي استقبله في مقر الوزارة في واشنطن في إطار «حوار إستراتيجي» بين البلدين: «نحن في مرحلة تم فيها قبول المبادئ الأساسية لاتفاق من قبل الأطراف المتناحرة في ليبيا». وأضاف «أنا واثق أن الاجتماع المقرر الاسبوع المقبل سيتيح المضي قدمًا نحو حل نهائي». وأكد الوزير المغربي أن «الليبيين قادرون على صنع السلام». وينظم المغرب في منتجع الصخيرات السياحي منذ مارس حوارًا بين اطراف النزاع في ليبيا برعاية مبعوث الاممالمتحدة؛ وذلك بهدف التوصل لاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وفي السياق، دعا رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي الى معالجة مشكلة الهجرة السرية «من جذورها» عن طريق معالجة الوضع في ليبيا، مؤكدًا انه طالما استمر النزاع في هذا البلد فإن الهجرة السرية ستتواصل من سواحله نحو اوروبا. وقال رينزي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المالطي جوزف موسكات في فاليتا عاصمة مالطا: «إنه عوضًا عن الفزع من احتمالات وصول مهاجرين جدد علينا ان نعالج المشكلة من جذورها اي الوضع في ليبيا». وأضاف «بلا سلام في ليبيا فإن الهجرة ستتواصل». وشدد رينزي على ان المشكلة الناجمة عن الوضع الليبي الراهن لا يجب ان تظهر وكأنها محصورة بايطاليا او مالطا، وانما يجب على الاتحاد الاوروبي بأسره ان يبذل قصارى جهده بالتعاون مع المجتمع الدولي لحل الازمة في هذا البلد. وتابع «اذا لم يتحرك الاتحاد الاوروبي لمواجهة هذا التحدي، فسيشكل هذا هزيمة لمؤسساته»، مذكّرًا بأن أعداد المهاجرين السريين عبر البحر من سواحل شمال افريقيا زادت كثيرًا منذ تدهورت الاوضاع في ليبيا. وحذر رئيس الوزراء الايطالي الاتحاد الاوروبي من مغبة ارتكاب خطأ عدم اعتبار البحر المتوسط مسألة مركزية، مؤكدًا أن "السياسة الخارجية يجب ان تقوم أيضًا على مساعدة دول اخرى». من جهته قال رئيس الوزراء المالطي: «إن ليبيا مهمة لنا كما هو كل المتوسط»، مؤكدًا انه لا يمكن ان يكون هناك سلام في اوروبا اذا لم يكن هناك سلام في المتوسط.