وفق ما أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكةالمكرمة، بموافقة المقام السامي الكريم على أن تنظّم فعاليات معرض الكتاب المقبل في محافظة جدة، بعد مناشدة عدد كبير من كتاب ومثقفين في المملكة بأهمية تدوير معرض الكتاب بين محافظات المملكة الكبيرة ، كي لا يكون حصرًا على العاصمة الرياض لتعم الفائدة المرجوة، وتتسع أهدافه الرامية لوصول أكبر شريحة من القراء للكتاب، وهو ما حدا ب (الجسر الثقافي ) استطلاع آراء المثقفين لمعرفة ردود الافعال لهذا القرار وما يطمحون اليه. خطوة ناجحة بدأ الحديث الناقد جمعان الكرت الذي أوضح أهمية هذا القرار قائلا: "تداركا من قادة الوطن بأهمية الثقافة بصفتها أحد مرتكزات التنمية لأي مجتمع ولكون معرض الكتاب يعتبر في وطني أحد أبرز روافد الثقافة، فإن تدوير مواقع المعرض للمناطق والمدن ذات الكثافة السكانية الكبيرة فكرة صائبة. حيث إنها تعطي فرصة لتوسيع الاستفادة من الكتاب في كافة مناطق مملكتنا الحبيبة وتأخذ المعارض التي تقام في ربوع الوطن أهميتها في كون دور النشر تحقق أرباحاً جيدة. نمو ثقافي فيما أكد الشاعر أحمد اللهيب أهمية هذه الخطوة للارتقاء بالجانبين الثقافي والأدبي لدعم الكتاب قائلا : " تبنّي أي فكرة ثقافية مطلب إنساني هام، لأنّها تعزز نمو الثقافة والفكر وتنشط فيها الحياة الأدبية بشتى أشكالها بحيث تكون هذه الفكرة منبثقة من وعي بأهميتها وقيمتها في بناء الإنسان الذي يتفاعل ويتحرك في جميع المناحي الحيوية سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية. إن عودة معارض الكتاب للمدن والجامعات ستمنح الكتاب قيمة ودورا في حياة الأجيال المتعاقبة، إذ يجب علينا ألا ننظر للكتاب بشكل تسويقي فقط. ثمة أفكار وقيم ومبادئ تتغلغل في الأوساط الاجتماعية بتأثير من وجود الكتاب الذي يعيد رسم خارطة الإنسان من الداخل، فتتوافر العوامل المساعدة لبنائه وبناء الوطن". وأضاف اللهيب : "عودة معرض الكتاب إلى جدة وغيرها من المدن ستعيد الكتاب إلى مجرى المؤثرات الطبيعية في حياتنا بعد أن توارى قليلا بسبب وسائل التواصل الحديثة وظهور الشبكة العنكبوتية. أما ( جدة ) بشكل خاص فهي منذ أكثر من 80 عاما، تحتل مكانا لائقا وجميلا في الثقافة والفكر وفيها تاريخ من الإبداع المتواصل الذي نسجه أدباء ومثقفون كان لهم دور في الثقافة المحلية السعودية". عامل الوقت بينما أوضح الدكتور صالح زياد أستاذ النقد الأدبي الحديث في كلية الآداب بجامعة الملك سعود أهمية عامل الوقت الذي يشكل التحدي الأكبر لانجاح المعرض، قائلا : "لإنجاح أي عمل وخروجه بشكل لائق وبواجهة مشرفة، يلعب الوقت دورا كبيرا في ذلك. أعتقد أن الوقت المناسب لإقامة معرض جدة للكتاب ينبغي أن يحسب في مسافة نصف عام من موعد معرض الرياض الذي يبدأ - كما اعتدنا - كل عام في أول أربعاء من شهر مارس، حتى تكون هناك مسافة تباعد معقولة بين المعرضين، يتجدد بها الحدث للجمهور وتكون فرصة لراحة الجهات المنظمة التي تتشارك مهمة المعرضين وفرصة كافية للإعداد لكل منهما. لذلك فقد يكون أواخر شهر سبتمبر من كل عام وقتاً مناسباً، وهو وقت يصحب نهاية الشهر الأول من بدء العام الدراسي". تنظيم اداري وعن أهمية توافر الإدارة الفنية المتخصصة العارفة ببواطن الشأن الثقافي واحتياجات دور النشر والمساحة الكافية لإقامة المعرض وأثر ذلك على نجاح المعرض شاركت الشاعرة الدكتورة هند المطيري بقولها : "كلنا نتأمل خيرا في معرض جدة الدولي للكتاب في موسمه الأول لأن الكتاب يعرف من عنوانه، وحين يكون العنوان جيدا يكون الكتاب أحق بالقراءة المتأنية مرة بعد مرة. يجب ألا يكرر معرض جدة في موسمه الأول تجربة الرياض وأن يبحث عما يميز تجربته ويجعلها مختلفة بدءا باختيار اللجان المنظمة والمنفذة وانتهاء بحفل الافتتاح والبرامج المصاحبة للمعرض، وحين يكون الاختيار جيدا سيكون المنجز ضخما.