قال سكان إن مقاتلي جماعة الحوثي تدعمهم وحدات متحالفة في الجيش سيطروا على قاعدة العند الجوية على بعد نحو 60 كيلومترا الى الشمال من عدن اليوم الأربعاء وبدا انهم يتأهبون للسيطرة على الميناء الجنوبي وانتزاعه من المدافعين الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي. وفي السياق ذاته أعلنت خدمة اخبارية تابعة لوزارة الدفاع اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء عن «مكافأة» قدرها 20 مليون ريال يمني (نحو 93 ألف دولار) لمن يلقي القبض على هادي. لكن وزير الخارجية اليمني ومصادر رئاسية اليوم اكدوا إن الرئيس عبد ربه منصور هادي ما زال في عدن رغم التقدم السريع صوب المدينةالجنوبية لقوات الحوثيين التي تسعى للاطاحة به.
وتقدم الحوثيون ووحدات الجيش المتحالفة معهم بعد ذلك وأصبحوا على بعد 20 كيلومترا من عدن حيث يوجد هادي منذ ان فر من صنعاء الشهر الماضي. وقال شاهد عيان من الأهالي إن الجنود المتمركزين عند ثكنات جبل الحديد في المدينة أطلقوا النيران في الهواء لمنع الأهالي من التسلل وتسليح أنفسهم وهو ما يشير إلى أن قبضة الرئيس عبد ربه منصور هادي على المدينة تتراخى. وقال سكان قرية دار سعد إن المقاتلين الحوثيين ووحدات الجيش المتحالفة معهم تقدموا إلى القرية التي تبعد مسافة نصف ساعة بالسيارة عن وسط المدينة. وفي وقت سابق قال سكان إن طائرات حربية مجهولة حلقت فوق مدينة عدن اليوم الأربعاء وأطلقت صواريخ على منطقة بها مجمع هادي. وذكروا أن الدفاعات المضادة للطائرات فتحت النار عليها. وقال حراس بمطار عدن لرويترز إنه تقرر إغلاق المطار وإلغاء كل الرحلات لدواع أمنية ، وبعدها اقتحمت قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح تسيطر على مطار عدن وأدانت الدول العربية سيطرة الحوثيين على صنعاء بوصفها انقلابا وطرحت التدخل العسكري لصالح هادي في الأيام الأخيرة. ويقول مسؤولون أمريكيون إن السعودية تحرك معدات عسكرية ثقيلة تضم مدفعية إلى مناطق قريبة من الحدود مع اليمن مما يزيد مخاطر انجرار المملكة إلى الصراع المتفاقم هناك. وقالت مصادر سعودية إن الحشود العسكرية السعودية على الحدود مع اليمن دفاعية تماما. ورغم أن الحوثيين الشيعة هم الذين يخوضون المعركة بشكل علني فان الكثير من سكان عدن يعتقدون أن المدبر الحقيقي لهذه لحملة هو الرئيس السابق علي عبد الله صالح وهو من أشد منتقدي هادي. وفي عام 1994 سحق صالح حين كان في الحكم انتفاضة انفصالية في الجنوب في حرب قصيرة لكن وحشية. وعلى عكس زعماء آخرين في المنطقة أطيح بهم في الربيع العربي سمح لصالح بالبقاء في اليمن. وحذر موالون لصالح في الجيش اليوم الأربعاء من أي تدخل أجنبي وقالوا على موقع حزب صالح على الانترنت إن جميع أفراد القوات المسلحة "سوف يتصدون بكل قوة واستبسال لأي محاولة للمساس بتراب الوطن الطاهر واستقلاله وسيادته أو تهدد وحدته وسلامة أراضيه." ويقول دبلوماسيون إنهم يعتقدون أن الحوثيين يريدون السيطرة على عدن قبل القمة العربية في مطلع الأسبوع لاستباق أي محاولة متوقعة من جانب السعودية حليفة هادي لحشد دعم عربي خلال القمة للتدخل عسكريا في اليمن. ونفى مسؤولون يمنيون تقارير بأن هادي فر من عدن. وقال أحمد بن حلي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية اليوم الأربعاء إن جامعة الدول العربية ستبحث غدا الخميس طلبا لوزير الخارجية اليمني يدعو فيه الدول العربية للتدخل عسكريا لوقف الحوثيين. * تقدم الحوثيين وكان لتقدم الحوثيين ثمنا داميا. وقال سكان إن جثث مقاتلين من الجانبين ترقد في الشوارع على مشارف الحوطة عاصمة محافظة لحج شمالي عدن. وفي الحوطة أغلقت المتاجر وافاد سكان بسماع اصوات اطلاق مدافع آلية ومشاهدة جثث مقاتلين من الجانبين في الشوارع. وذكر شهود عيان أن مقاتلي الحوثيين والجنود المتحالفين معهم تفادوا إلى حد بعيد المرور عبر وسط المدينة وتحركوا عبر الطرق الترابية إلى الضواحي الجنوبية المواجهة لعدن. وفي عدن حدثت اختناقات مرورية أصابت المدينة بالشلل فيما أخذ الأهالي أبناءهم من المدارس وانصاع العاملون بالقطاع العام للتعليمات بالعودة الى منازلهم. وذكر شهود عيان أن أفراد فصائل ومسلحين قبليين موالين لهادي انتشروا بعتادهم في أرجاء المدينة. وقال محمد أحمد البالغ من العمر 21 عاما الذي كان يقف خارج مجمع أمني في منطقة خور مكسر في عدن حيث احتشد مئات الشبان للتسجيل لمحاربة المقاتلين الشيعة المتقدمين "الحرب وشيكة ولا مفر منها." وأضاف "ونحن مستعدون لها." واستطاع المقاتلون الحوثيون ووحدات من الجيش موالية للرئيس السابق صالح أن يدفعوا للتراجع مجموعة من المقاتلين القبليين ووحدات الجيش وأفراد قوات انفصالية في الجنوب موالية لهادي. وسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على صنعاء في سبتمبر أيلول كما سيطروا على مدينة تعز بوسط البلاد في مطلع الأسبوع مع اقترابهم من عدن. وقال قادة الحوثيون إن تقدمهم هو "ثورة" على هادي وحكومته "الفاسدة" وأشادت إيران بصعودهم باعتباره "صحوة إسلامية" في المنطقة. ورغم أن هادي تعهد بالتصدي لتقدم الحوثيين جنوبا وطلب دعما عسكريا عربيا فان الانتكاسات التي مني بها زادت منذ اندلعت معارك عنيفة للمرة الأولى في جنوب اليمن يوم الخميس وبدأ الحوثيون يتقدمون جنوبا بسرعة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: اليمن .. الحوثيون يستولون على "عدن" وجاري البحث عن هادي