أوحى لي هذا التضامن عربيا وإسلاميا الذي تقوده المملكة في خطوتها الجريئة بعهد مضى، عهد فيصل بن عبدالعزيز، حيث قاد رحمه الله حملة التضامن العربي الإسلامي في الثمانينيات، حيث كان العالم يصغي إلينا في شخص فيصل القائد الملهم، وكانت الأمة تنتظر اشارة من فيصل، وكان السعودي يشعر بهذا الاعتزاز وانه يمثل فيصل، حتى اسم فيصل كان معروفا في شرق الأمة وغربها وكان الاسم الذي تختاره الأمهات لأبنائها. كان فيصل شخصية تتسم بالقيادة والكارزمية، وكان رجلا أعطى شعبه معاني الفخر والاعتزاز. والآن يعيد التاريخ نفسه في عهد سلمان الذي استيقظت الأمة على ندائه في عملية عاصفة الحزم، حيث تجاوبت لهذا النداء الأمة بدءا من الخليج ثم الدائرة العربية ثم الدائرة الإسلامية وتوحدت صفا واحدا، وكأنها تنتظر تلك الصيحة التي اسميها صيحة الاستفاقة للأمة بعد عهد طويل من الغفلة. إن خادم الحرمين الشريفين يمتلك نفس مواصفات أخيه فيصل، لا تنقصه السمات القيادية ولا الكارزيما، وهو مؤهل لامتطاء السفينة وقيادتها، فهي تفتقد إلى ربان ماهر لينقذها من الأمواج المتلاطمة التي تكاد تغرقها. إن الأمة تفقد هذا الربان الماهر وتحن إلى ايامه وتدعوه إلى استلام القيادة التي لا يليق بها إلا سلمان بن عبدالعزيز. التحديات التي تحيط بالأمة كثيرة والأزمات عديدة، فهناك القضية الأولى للعرب قضية فلسطين قد تراجعت ونكصت الأمة عن هذه القضية حتى أصبحنا نسمع بعضا منا يغازل اسرائيل ويقربها. والقضية الأخطر هي قضية تهدد الأمة في كيانها وتضربها في عمقها وهي قضية ايران الفارسية التي تهدف إلى تهديد كيان الأمة العربية، بعد أن ضربتها ضربات موجعة في سوريا وفي العراق وأخيرا في اليمن. وتهدد أقطارا عربية أخرى كالبحرين ولبنان و. إن ايران منذ ان فتحت في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد أنفت من الفتح العربي، وتساءلت كيف أن هذا العربي المتخلف آكل الجراد يمحو ملك كسرى ويكسر الحضارة الكسروية الفارسية، منذ ذلك الوقت وهم يكيدون للعرب والإسلام، فصنعوا عقيدة التشيع وألبسوها لباسا اسلاميا، واستطاعوا من خلالها اختراق حصون الأمة. والتصدي لهذا المكر يحتاج إلى قيادة تقود الأمة لننجو من هذا الكيد الفارسي الصفوي إلى شاطئ الأمان. امتنا في حاجة إلى مشروع فنحن قد افتقدنا البوصلة منذ مدة، فأصبحت الأمة تائهة تخبط خبط عشواء، وقد جاء المشروع مشروعا للتضامن العربي الإسلامي يوحد الأمة ويجمع شتاتها ويوحد بين طاقاتها. إن أمتنا مليئة بالطاقات المتنوعة التي تحتاج إلى تجميع وتوجيه وقيادة، وقد توفرت القيادة في شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. هذا حلمي وحلم كل مسلم يعتز بعروبته ووطنه، اللهم حقق الآمال والطموحات.