تظل قضية تواجد المدرب الوطني في قائمة مدربي دوري عبداللطيف جميل أهم قضية يرتفع النقاش فيها في كل الاحيان، فسرعان ما نرى آراء تطالب بتفعيل تواجد المدربين الوطنيين في دوري المحترفين ولكن سرعان أيضاً ما تختفي هذه المطالبات، فمع تواجد أربعة عشر ناديا في «جميل» اختفى تواجد المدرب الوطني بينهم. والمدرب الوطني في الفترة الماضية «طوارئ» في كثير من الاحيان فيتم التعاقد معه لتسيير أمور الفريق مباراة أو مباراتين إلى حين التعاقد مع جهاز فني أجنبي، فعدم ثقة الاندية في قدرات المدرب الوطني يطرح تساؤلاً كبيرا: لماذا عندما يتواجدون لفترة مؤقتة ينجحون ؟ فالنجاحات تشهد لهم بالكفاءة فنجاحات الزياني في فترة ماضية والخراشي والجوهر أكبر دليل، فالثقة حالياً لم تعد موجودة إلا مع بعض أندية دوري الدرجة الاولى، فالجميع شاهد سمير هلال عندما كان وراء إنجاز صعود الخليج وفي هذا الموسم الحالي يسعى لصعود النهضة وأصبح على مقربة من تحقيق الانجاز.ولا يختلف اثنان على حاجة المدرب الوطني إلى الدعم الرسمي من قبل اتحاد القدم، وخلق له فرص عمل تجعله يبدع. فالمنتخبات الوطنية تفتقد للمدربين الوطنيين وإن كان هناك تحسن ملحوظ في السنوات الاخيرة، فالجميع يتفق على حاجة المدرب إلى للحصول على ابتعاث رسمي للدورات التدريبية في الخارج من اجل الاحتكاك واكتساب الخبرة في مجال التدريب، فمن دون الممارسة لن ينجح أي مدرب. ويجب الاعتراف بأن المدرب الوطني اثبت في اكثر من مناسبة نجاحه سواء مع الاندية أو المنتخبات، ففي الدول الاوروبية لا يمكن أن يقل عدد المدربين عن 500 مدرب وبينما في المملكة لا يتجاوز عدد المدربين 15 إلى 20 مدربا وهذا لا يمكن أن يصنع لاعبي كرة قدم في البلد، فرؤية المدربين الوطنيين نجحت في كثير من الاحيان مع المنتخبات ولهذا أصبح الاعتماد عليهم من قبل الاندية ضرورة ملحة. نجاح «الوطني» مشروط قال كابتن نادي الوحدة السابق حاتم خيمي: إن الازمة الحالية لعدم وجود مدربين وطنيين في دوري جميل تعتبر أزمة وطن كامل فنستطيع أن نلخص الامور من عدة جهات فمن جهة اتحاد القدم، جميعنا لم يشاهد أي دعم يذكر لهؤلاء المدربين الذين لا يتجاوز عددهم ال20 وهذا يجعلني أتذكر حادثة في عام 2010 عندما كنت عضواً في فريق تطوير المنتخبات السعودية، جاء للمملكة خبراء فنيون من فرنسا وانجلترا، فأذهلهم عدد المدربين الوطنين الذي لا يتجاوز ال20 وبينما في الدول المتقدمة الكروية تجاوز عدد المدربين ال500 مدرب فعدد مدربينا لا يمكن أن يصنع لاعبي كرة قدم على أعلى مستوى وهذا يتطلب جهدا من اتحاد القدم لتوفير فرص ابتعاث لخارج المملكة من أجل التدريب والممارسة عن قرب مع جميع المدربين العالمين، فلا يمكن عقد دورة مدتها أسبوعين في الرياض فقط، فهذا لا يكفي أبداً، وأعلم جيداً لو لدينا مدربون وطنيون لديهم ملاءة مالية لذهبوا خارج المملكة للتدريب على حسابهم وتعلموا هذه المهنة. وأضاف خيمي في حديثه ل«الميدان» لا يمكن أن نغفل دور المدربين في هذا الشأن فهم يتحملون جزءا من المسئولية، وذلك لعدم امتلاكهم الشخصية القوية التي تؤهلهم لقيادة الاندية الكبيرة، فحالياً نشاهد الاندية الصغيرة تتجه لخارج المملكة لجلب مدرب للفريق وتتجاهل المدربين الوطنين، فهذه تحتاج لدراسة كافة ووافية من قبل المدربين. الكفاءة تحتاج للتقدير قال مدرب المنتخب الاولمبي بندر الجعيثن :إن المدربين الوطنيين لدينا في المملكة لديهم كفاءة كاملة ولكن لن نشاهدها دون تقديرها ومنحها الثقة التامة، ولن أذهب بعيداً في طرح الامثال، فالخليج لدينا قريب جداً نشاهد تقديرا كبيرا للمدرب مهدي علي ومنحه عقدا جديدا يمتد لعام 2018، فلما نمنحهم الفرصة نستطيع الحكم عليهم فلا يمكن وجود أكثر من 20 مدربا على أعلى مستوى ولا يوجد لدينا أندية تستفيد منهم وبينما المدرب الاجنبي يتواجد في السنة لدينا أكثر من أربع مرات بين أندية مختلفة، وهذا يكسبه الثقة والمادة أيضاً. وأضاف الجعيثن: اتحاد القدم دعم المدرب الوطني من خلال تواجده في أغلب المنتخبات السنية ولكن المدرب بحاجة أيضاً للتواجد في الدورات التدريبة العالمية والاحتكاك مع مدربي الاندية المتقدمة كروياً وعلينا أن نعرف أن دولتي كوريا واليابان رغم تقدمهم كروياً إلا أن أغلب مدربي أنديتهم ومنتخباتهم السنية محليون وهذا يقودنا لتساؤل كبير أليس هاتان الدولتان متقدمتين كروياً وتنافسان في كل البطولات القارية وبطولة كأس العالم؟ المدرب الوطني بحاجة للدعم قال المدرب الوطني علي كميخ: إن مدربينا بحاجة إلى الدعم الاعلامي لأنهم يمكلون أعلى الشهادات التدريبة ولا نشاهد أي تواجد لهم بين مدربي أندية دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، فكلنا نعلم أن المدرب الوطني لا يتواجد في الاندية التي تتواجد في دوري الممتاز لعدة أسباب، ويأتي أهمها خوف إدارات الاندية من الغضب الجماهيري ولهذا تحضر المدرب الاجنبي من أجل إسكات الجماهير وبينما المدرب نفسه يفشل أكثر من مرة مع الاندية ونشاهد بعض الاندية الاخرى تحضره وأكبر دليل لدينا عمار السويح له أكثر من 5 سنوات يتواجد ويقال ومن ثم يتم إحضاره ولهذا الجميع يتساءل لماذا هذه الثقة لا تمنح للمدرب الوطني من أجل أن يقدم ما لديه. وأضاف كميخ جميعنا يعلم أن المدرب الاجنبي هو المفضل لدى الاندية، ولهذا أنصح الجميع بالنظر لطريقة تعامل الاتحاد الاماراتي مع مدربه الوطني مهدي علي الذي منح عقدا جديدا لعام 2018. امنحوهم الفرصة قال المدرب الوطني عمر باخشوين: إن مدربينا يملكون الكفاءة التامة لتولي تدريب أي فريق، ولكن لا بد أن نعرف أنه ليس كل مدرب وطني يملك الكفاءة الكاملة من أجل أن يكون على رأس الهرم التدريبي في أندية جميل، ولكن لدينا مدربون يستحقون ذلك لامتلاكهم الشهادة (A) في التدريب ويتجاوز عددهم ال40، ولكن ما يجب أن نعرفه أن لدينا مدربين حصلوا على الثقة من المنتخبات السنية والمنتخب الاول أيضاً فحالياً نشاهد الجعيثن يتولى تدريب المنتخب الاولمبي وفيصل البدين المنتخب الاول وإن كنت أرى أنه يجب منح الاخير عقدا لمدة سنتين على أقل تقدير وذلك لعدة أسباب يأتي أبرزها منحه الفرصة في تدريب المنتخب كما منحت لمدربين أجانب وأنا متأكد لو منح الثقة سينجح دون أدنى شك، لما يملكه من خبرة كبيرة في إدارة الدفة التدريبية مع العديد من الاندية. الجعيثن كميخ باخشوين حاتم خيمي