* حلمنا حتى أصبح الحلم منا سجية، فلما عزمنا كانت عاصفة الحزم! * نحن المملكة العربية السعودية، قبلة العالم الإسلامي ومركز حب أهلها، ولذلك فلا يسعنا أن نتخلى عمن تكون أول من يوجه وجهه في كل مصاب يتعرض له إلى الكعبة، ثم إلى من أكرمه المولى بخدمة الكعبة، فلا تتوقف النداءات لخادم الحرمين الشريفين- أعزه المولى بعزه- في كل موقف جلل يحيط بالأمة! * يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "شجاعة الرجل على قدر همته" وكذلك شجاعة الدول على قدر همتها ونظرة المظلوم إليها، فإذا لم يكن إلا الأسنة مركب فما حيلة الأخ المحب إلا ركوبها! * هذا واجب قيادتنا وواجبنا نتشرف به ولا نتراجع عنه أو ننكص، فالقيادة تقرر ونحن مع أبطالنا رجال الحرب نقف صفاً واحداً سعياً لحماية وطننا ورفع الظلم عن إخواننا، لا تردد ولا مراجعة ولا مداهنة! قولاً واحداً من تردد فيه فهو بين أمرين: إما عدو للوطن أو مغفّل تلاعب به أعداء الوطن والدين. * وكم نفخر ونفاخر برجال جيشنا البواسل الذين ما إن تدق طبول الحرب حتى تظهر شجاعتهم وسموهم وكرم أخلاقهم وإيثارهم، ولا غرابة في ذلك فالذهب لا يظهر لمعانه إلا حين تصقله النيران. * ومن ساعة صفر عاصفة الحزم توحدت الأصوات فلم نسمع إلا صوت الوطن والوحدة، إذن ألا يسعنا أن نتعالى على الصغائر والحروب الجانبية العبثية التي تستهلك رصيد حبنا وفكرنا ووحدتنا بلا طائل وتجعلنا منهكين أمام العدو الذي تتزايد أطماعه ويهدد أمن وطننا من أكثر من جهة؟! * فلا أصدق ولا أحكم من قول الحكيم الخبير في دستورنا الخالد جل جلاله «وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ». * ورضي الله عن أبي الحسن حيث يقول: "آفة الشجاعة إضاعة الحزم". * اللهم أدم لوطننا عزه ووحدته وأمنه ومكّن له، ولا تجعل لماكر علينا طريقاً ولا لمغفّل بيننا تواجداً.