وسط حضور كبير احتفت اثنينية الشيخ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة بجدة مساء أمس الاول بالأديبة والشاعرة والمترجمة بديعة داؤود كشغري التي استعرضت بعد شكرها لمؤسس الاثنينية وفاء لما يقدمه لخدمة الادب والثقافة مراحل حياتها ونشأتها وتأثير البيئة على تكوينها الأدبي وشحذ إبداعها الشعري، مبتدرة بمرحلة التعليم الأولى بالطائف حين بزغت بوادر الشعر لديها، ثم انتقالها إلى المرحلة الجامعية التي فتحت أمامها بوابة العبور للأدب العالمي والشعر الانجليزي، ثم مرحلة العمل بشركة أرامكو التي أسهمت في تعميق الانفتاح الحضاري لديها وأسست لإسهامها في النشر والتأليف، مرورا بهجرتها إلى كندا وتحديات الغربة عن الوطن، وما أضافته لها التجربة من انفتاح على الآخر، واستيعاب التعدد والاختلاف الثقافي والاجتماعي، لتعرج إلى مرحلة العودة إلى الجذور ومفارقات الحياة بالوطن بعد انقطاع، مبرزة دور الشعر في التعبير عن مشاعرها وحمل هواجسها وطرح تساؤلاتها. فيما القى محمد سعيد خوجة بالنيابة كلمة الشيخ عبدالمقصود خوجة، رحب فيها بالضيفة، ملقيا الضوء على مدرستها الإبداعية وإنتاجها الشعري، الذي وصفه بأنه يشكل نسيجا فريدا من الحزن والحب، والأمل والألم، عبْر شعر التفعيلة والنثر الحر الذي حمّلته بوحها الخاص، ومناجاتها المبدعة، معدداً إسهاماتها الثقافية عبر منتداها الأدبي الذي أسسته بكندا، ومشاركاتها المختلفة في الحياة الثقافية بالمملكة في جدة والطائف والرياض، وكتاباتها الصحفية بمجلة القافلة والصحف العربية والسعودية، معتبرا أن ترجمة أعمالها الإبداعية فتح الباب أمام الأدب الأنثوي ليتجاوز حواجز المجتمع ويعكس وجه الثقافة السعودية المشرقة على نطاق عالمي. وشارك الحضور بعدد من المداخلات التي اثرت النقاش حول الادب والشعر السعودي وإسهام المرأة السعودية في الحياة الثقافية، حيث اشار الناقد والمثقف الدكتور صالح الثبيتي في كلمته إلى النواحي البيانية والجمالية التي يطرحها شعر المحتفى بها، مبرزا عمق نصوصها من حيث المعنى الإنشائي والبناء اللغوي، وأصالة أفكارها حين تناولت الوطن والحب والعشق ومناجاة الأنثى، مشيدا بتجربتها الأدبية في إنشاء صالون أدبي بالمهجر عكست من خلاله تميز وإبداع المرأة السعودية. وفي مداخلتها الأدبية شددت الشاعرة والأديبة ذكرى الحاج حسين على تميز الضيفة الكريمة وتمكنها في طرح رؤى الأنثى عبر بوابة الشعر، وتوليد المعاني الجديدة، مستعرضة أثر الهجرة على تعميق تجربتها وتأصيل عاطفتها. من جانبها ألقت الدكتورة ابتسام بوقري الضوء على اهتمام بديعة بأدب الطفل وقضايا الطفولة ورفض العنف الاجتماعي، معتبرة أنها لعبت دورا كبيرا في التنويه بظاهرة العنف الأسري من خلال تخصيصها عددا من قصائدها للطفولة، معتبرة الضيفة الكريمة ناطقة باسم الأطفال الذين يعانون ويلات الحروب في فلسطين والعراق وسوريا، ما يعكس رقة مشاعرها وإنسانيتها الدفاقة. وقدم المخرج والمثقف عادل زكي قراءات شعرية من دواوين المحتفى بها، عكس عبرها تنوع اهتماماتها وعمق عباراتها، التي عبرت عن المرأة والطفل والوطن والشوق والأمل والألم، في مزاوجة فريدة بين اللفظ والمعنى، ومقاربة صادقة بين المنطوق والمحسوس.