لم يستعدِ العرب والمسلمين- على امتداد تاريخهم- أحدٌ مثلما استعدانا الكيان الصهيوني والدولة الإيرانية. والتحالف بينهما قديم، وظهر على السطح حينما قام الكيان الصهيوني ببيع صواريخ وأسلحة الى الخميني ونظامه المشؤوم، الصواريخ تم شحنها مباشرة من الكيان الصهيوني لطهران منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم اثناء حرب الخليج الأولى. فمنذ تولي الخميني مقاليد الحكم افتعل حربا عبثية مع العراق، وقابل مخططَ الخميني لاستنزاف العرب في حربها تلك رعونةُ وحمقُ صدام حسين الذي اكل الطعم ودخل الحرب. وحِقْدُ نظام الخميني على بلادنا بصفتها قلب العروبة والإسلام بلغ ذروته حين انتهك الملالي حرمة البيت العتيق في حج عام 1978م، وقامت القوات العسكرية السعودية بتطويق الإرهاب الإيراني في الحرم. والحقيقة ان الاستفزاز الذي تعرض له المسلمون من الإرهاب الإيراني في الحرم المكي واثناء الحج لا يضاهيه سوى استفزاز رئيس الوزراء الصهيوني ارييل شارون للعرب والمسلمين حين اقتحم ساحة المسجد الأقصى محاطا بعصابته المجرمة، واستفزاز عصابات الإرهاب الصهيونية التي قامت بحرق الجناح الشرقي من المسجد الأقصى في عام 1969م. ان نظام الملالي الذي أسسه الخميني، والكيان الصهيوني وجهان لعملة واحدة، أتى بهما الغرب، وهدف وأساس وجودهما تدمير العرب وتحجيمهم وإنهاكهم وادخالهم في فوضى (خلاقة) لا يقوون معها على شيء. حتى عرب ايران لم يسلموا من شر الملالي. وما تتعرض له الأحواز اوضح من ان يشرحه احد. اعدامات بالجملة، تدمير لكل ما يدل ويوحي بعروبة الأحواز من قريب او بعيد بما في ذلك منع التسمية بأسماء عربية تعود بعضها لصحابة وتابعين رضي الله عنهم جميعا، ومنع تحدث وتعلم اللغة العربية، وغيرها من الممارسات الظالمة. والتمييز العنصري للملالي لعرب الأحواز حتى في حقوق التعليم الجامعي، كما تشهد الأحواز تهجيرا جماعيا نتاج عملية ممنهجة ومدروسة بعناية فائقة لتغيير التركيبة الديمغرافية للأحواز العربية. ومثل هذا لم يقم به احد قط سوى الكيان الصهيوني الذي سعى لتهويد القدس وطمس ومحو كل ما يدل على عروبتها وتاريخها. اما التدخلات الإيرانية في البحرين والكويت والامارات واليمن وغيرها من الدول العربية، من خلال شبكات التجسس والجماعات الإرهابية القاتلة فليست الا بغرض تحقيق هدف وجودها، وهو اثارة البلبلة والاضطرابات السياسية والاجتماعية وإحياء الفتن التاريخية التي كانت لتندثر لولا هذا النظام المشبوه. إثارة الفوضى والقلاقل السياسية في بلاد العرب بغرض انهاكها واضعافها وتفتيتها لتكون لقمة سائغة لمن يحلم بإعادة الحضارة الفارسية البائدة، واستعباد البشر وادخال عقولهم في دوامة ومستنقع الوثنية. رسائل وفتاوى الخميني أساءت الى تاريخ الإسلام ومن قام بحمل راياته السمحة، فتاوى تجيز القتل وتهدر الدماء وغير ذلك مما يندى له الجبين، وتشمئز منه النفوس، ويستحي من ذكرها من في قلبه ذرة حياء وغيرة. كانت وما زالت وستظل بلادنا قيادة وشعبا حصنا للإسلام والعروبة لا يمكن اختراقه والنيل منه. ونحن ماضون قدما في طريق التنمية والبناء، مهما كانت المؤامرات والدسائس التي تحاك ومن أي طرف كان. ومصير كافة المحاولات الإيرانية والصهيونية -لضعضعة المنطقة لتكون لقمة سائغة لهما- الفشل الحتمي. فبالصدق نواجه أكاذيبهم، وبالحزم نبطل مؤامراتهم، وبالعزم نبني بلادنا لنقوى وليقوى بقوتنا العرب قاطبة. رسالتنا للعالم سلام، ونهجنا يحقق الأمن والأمان، وحقوقنا خط احمر لا نقبل المساس بها تحت أي ظرف كان. * متخصص مالي ومصرفي