يبرهن الحوثيون وحليفهم علي عبدالله صالح، أنهم يستمرون في برنامج تدمير اليمن، وترسيخ الفوضى، واشعال النيران على حدود الخليج، على حساب مستقبل اليمن، وعلى حساب أمن اليمنيين، وعلى حساب مصالح الخليج الحيوية. واعتداء الميلشيات الحوثية وقوات صالح، على تعز واحتلالها وتحويل مطارها إلى قاعدة إيرانية، يمثل تطوراً أكثر خطورة من التصرفات الحوثية السابقة، إذ تأتي هذه التطورات في أعقاب استعداد دول الخليج لعقد مؤتمر مصالحة وشيك لليمنيين. وبات احتلال جزء من تعز ومطارها رسالة من الحوثيين وحليفهم إلى الدول الخليجية والعالم، بأنهم مستمرون في خططهم، ولا يلقون بالاً لكل المناشدات بضرورة الجنوح إلى السلام، وتجنيب اليمن محرقة حرب أهلية طاحنة لن يفوز فيها أي يمني، والفائز الوحيد سيكون طهران التي تحاول توظيف المأساة اليمنية في تكتيكاتها الخطيرة. ويتعين أن يعلم الحوثيون وحليفهم صالح، أن طهران لا تأبه بهم ولا يهمها إن فازوا أو خسروا، وليست معنية بأي مهمة سلام في اليمن، بقدر ما تطمح إلى تحويلهم إلى أوراق لعب في يد جنرالات الحرس الثوري. وبعد أن سيطر الحوثيون وحليفهم على مطارات اليمن، عدا عدن، وبعد أن برهنوا يوماً بعد يوم، على أنهم ماضون في مخططهم، وتأمين اتصالات مع طهران، فليس أمام دول الخليج إلا أن تتخذ الإجراءات التي تحمي مصالحها الحيوية في اليمن، بكل السبل الممكنة، بما في ذلك دعم عملي وسريع للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والقبائل والفصائل التي تؤيد الشرعية وسلام اليمن، ضد قوى الفتنة والشر التي تسعى إلى تحويل اليمن إلى قاعدة إيرانية، لتكون خنجراً في خصور الخليجيين، ولتكون مركزاً لنشر الفوضى والخراب والمشاكل في طول اليمن وعرضها وفي دول الخليج. ويتعين على دول الخليج أن تعجل في عقد مؤتمر السلام اليمني بمن حضر، ولا تعطي للحوثيين وحليفهم وخبراء الحرس الثوري الفرصة للمماطلة وتمييع المؤتمر وإفشاله. وأي طرف يحاول ابتزاز دول الخليج وفرض شروط أو يلجأ إلى المماطلة لكسب الوقت لحساب الحرس الثوري الإيراني، يتعين أن تعتبره دول الخليج مضاداً للسلام ولمصالح اليمن وللمصالح الحيوية للدول الخليجية، وأن تتخذ إجراءات دعم سريعة وقوية لمؤيدي السلام في اليمن، وتتخذ إجراءات ضد مثيري الفتنة والاضطراب وأتباعهم والقبائل التي تدعمهم؛ لأن هدفهم سيصبح تصدير المشاكل والفتن والمؤامرات إلى الإقليم وتمهيد الطريق للعدوان على دول الخليج. ويمكن بكل بساطة لدول الخليج أن تحاصر الفتنة في اليمن باتخاذ إجراءات سريعة لحظر دخول الحوثيين وأتباعهم والقبائل التي تؤيدهم، ويمنعون من التعامل التجاري مع دول الخليج، عندها سيعيد الكثير حساباتهم حينما يعلمون أن مصالحهم الكبرى المستقبلية مع دول الخليج مهددة، ولن تعوضها رشاوى الحوثيين وحليفهم ولا هدايا الحرس الثوري الإيراني وجعجعة إعلامه. ومن غير المقبول أن تسمح دول الخليج للنيران التي تشعلها طهران في اليمن لتتسع وتصبح مهددة للمنطقة، وعليها أن تواجه الحوثيين وصالح والخطر الإيراني بحزم وقوة، وأن تغلق باب الشر في وقته قبل أن يتسع ويصبح غير قابل للسيطرة. ويجب أن تحذر الدول الخليجية من السلوكية الحوثية التي تنتهج أساليب حزب الله اللبناني، وتمارس المماطلة والمخاتلة والتعطيل، وكسب الوقت وترسيخ مكتسباتها؛ لتفرض واقعاً جديداً.