التمرين التعبوي الأول المشترك لقوى الأمن الداخلي «وطن 85»، والذي رعى ختام فعالياته، ولي ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أول أمس الأربعاء بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، وقادة حرس الحدود في كل من الكويت وقطر والبحرين والإمارات وعمان والعراق والأردن واليمن ومصر، وعدد من الملحقيات العسكرية من الدول الشقيقة والصديقة العاملة في المملكة، وبحضور عدد كبير من القيادات العسكرية، ومدراء القطاعات العسكرية المشاركة بوزارة الداخلية، وذلك بمقر ميدان حرس الحدود قرب مركز سويف الحدودي شمال عرعر بالمنطقة الشمالية. وهذا التمرين، جاء ليؤكد أولا، جاهزية قوى الأمن الداخلي في أداء واجباتها الأمنية، واستعداداتها التامة للتصدي لأي محاولة للإخلال بأمن هذا الوطن وأبنائه والمقيمين على أرضه، وفي نفس الوقت، إرسال رسالة بالغة الوضوح إلى تلك القوى التي اتخذت من الإرهاب طريقا لها، لتنفيذ مخططاتها كداعش وغيرها. إن العيون الساهرة في هذا الوطن، ستظل في كامل جاهزيتها للوقوف دون أمن البلاد وأهلها. لذا، فإن كافة أفراد قوى الأمن الداخلي بمختلف قطاعاته ومسؤولياته، مستعدة لتقديم الغالي والنفيس والفداء بالروح والدماء، من أجل تجنيب هذه البلاد شرور تلك الأنفس المجرمة التي جرفتها الضلالات، وباتت تتربص الدوائر بكل المجتمعات الآمنة. كما أن رجال حرس الحدود على أهبة الاستعداد، للقيام بواجباتهم في منع المتسللين، أو السماح لهم بتعكير صفو الأمن في هذا الوطن، الذي ظل بفضل الله ثم بوعي قادته وشعبه، عصيا على كل تلك المحاولات اليائسة والبائسة، التي حاولت ولا تزال تحاول اختراق حصاناته الأمنية. وهو ما أشار إليه سمو ولي ولي العهد في كلمته؛ التي حملت لجميع أبناء المملكة، كل معاني الثقة والطمأنينة في أن بلادهم ستبقى- بمشيئة الله، وبعزيمة مؤسساتها العسكرية والأمنية، وبمواطنيها- عصية على كل المغرضين والمتربصين. ولعل أجمل الرسائل التي قدمها هذا التمرين المميز شكلا ومضمونا، ومن خلال توسيع دائرة الحضور فيه لتشمل إلى جانب قادة حرس الحدود والملحقيات العسكرية في دول مجلس التعاون الخليجي، بعض دول الجوار العربي، لتؤكد أن الأمن الداخلي حينما يتحقق في وطن، فإنه بالضرورة سيتحقق في كل جواره، على اعتبار أن مسؤولياته تُتمم بعضها، وهو ما يبعث الطمأنينة إلى كافة الأشقاء، الذين سيجدون بالتأكيد أن كل ما لدى المملكة من قدرات أمنية في حرس الحدود، وفي الأمن العام، سينعكس أثره اطرادا على أمنهم الداخلي، على اعتبار أنك لا يمكن أن تكون بمأمن من المخاطر، وجوارك يتلظى بالعنف والفوضى، وهذا ما أراد هذا التمرين أن يؤكد عليه في مضامينه التي لم تستثن العراق الذي يعيش حالة أمنية مضطربة في ظل تواجد داعش على جزء من أراضيه، ليؤكد تمرين «وطن 85» قدرة هذه البلاد على سد أي ثغرة أمنية، وهو ما سيحقق الأمن بمجمله للجميع. ويحث على التعاون بين كافة الأقطار، ورفع معدلات التواصل من أجل تأمين كافة الحدود من الأخطار أو المحاولات الطائشة. وتبقى الرسالة الأهم، والتي لا بد وأن ذهبت تلقائيا لتلك القوى المتطرفة، والتي ما برحت ترسل تهويماتها الغوغائية في محاولة للبلبلة والتشويش على الناس، بتضخيم مخاطرها، ستجد بالتأكيد في فحوى هذا التمرين التعبوي ما يردعها، ويجعلها تفكر ألف مرة، قبل أن تقدم على شيء من أعمالها الإرهابية الجبانة، عندما ترى بأم العين؛ كيف يضع هؤلاء البواسل المرابطون في الثغور على الحدود، أرواحهم على أكفهم، لحماية أمن وسلامة ورخاء هذا الوطن ومواطنيه.