زار الرئيس التونسي باجي قائد السبسي جرحى هجوم شنه مسلحون على المتحف الوطني التونسي أمس الأربعاء (18 مارس آذار) وأسفر عن مقتل 17 سائحا أجنبيا وتونسيين اثنين في واحدة من أسوأ الهجمات التي تشهدها البلاد في أكثر من عشر سنوات. وزارت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي المستشفى الذي يعالج به الجرحى وكانت في استقبال السبسي. وألتقى السبسي بعدد من المصابين وبطاقم المستشفى. وقال "احنا الساعة في تونس ما عندناش ارهاب، كله مستورد." وأضاف "الله يسامح اللي وصلنا للحالة هاد. ما نقبوش نتبكى لازمنا نباشروها ولازم نحكوا التعبئة العامة ضد العملية هذه ونعطوها الأولوية." واقتحم مسلحان يرتديان زيا عسكريا المتحف الوطني في تونس وقتلا 17 سائحا أجنبيا واثنين من التونسيين وأصابا 44 بجروح. ومن بين القتلى في الهجوم رعايا من اليابان وإيطاليا وكولومبيا واسبانيا وفرنسا وبولندا واستراليا. والهجوم على مثل هذا المكان يوجه ضربة كبيرة لتونس التي تعتمد بشكل كبير على السياحة الأوروبية والتي تفادت حتى الآن أعمال عنف يشنها متشددون منذ الانتفاضة الشعبية عام 2011 التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. وظهرت عدة جماعات متشددة في تونس منذ الانتفاضة بينها أنصار الشريعة التي أدرجتها الولاياتالمتحدة كمنظمة إرهابية. مسؤول تونسي : لا تأثيرات كبيرة على الحركة السياحية في البلاد عقب هجوم باردو كما أفاد مسؤول في المجال السياحي التونسي بعدم حدوث تأثيرات كبيرة على الحركة السياحية في البلاد حتى الآن عقب الهجوم الارهابي في "متحف باردو" امس الاربعاء والذي أدي إلى مقتل 21 شخصا بينهم 17 سائحا ، بحسب تصريحات رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد. وقال سفيان بوغزالة مندوب وزارة السياحة بمدينة سوسة التي تعد أحد أهم الوجهات السياحية في البلاد لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) "قمنا على الفور بجولة للتحسيس بين النزل من أجل تدعيم الاجراءات الأمنية، لم نلاحظ تأثيرات كبيرة على الحركة السياحية حتى الآن". وأضاف بوغزالة "تلقينا تطمينات من أبرز وكالات الأسفار. ليس هناك معطيات عن الغاء حجوزات". ويأمل المسؤول في القطاع السياحي بالمدينة الحفاظ في الحد الأدنى على معدل استقطابها للسياح والمقدر بمليون و50 الف سائح سنويا علما وانه كان في حدود مليون و300 الف قبل أحداث الثورة عام 2010. وبلغ عدد السياح الأجانب الوافدين على تونس في عام 2014 بحسب أرقام وزارة السياحية أعلى بقليل من 6 ملايين وهو بعيد عن الرقم المستهدف من قبل الحكومة والمقدر بسبعة ملايين. وتلقت آمال وزارة السياحة باستعادة المعدلات العادية المسجلة قبل ثورة 2010 واستقطاب المزيد من السياح في الأسواق التقليدية في أوروبا ضربة قاتلة بعد "مجزرة متحف باردو". وكان من المتوقع استقطاب مليون و 400 الف سائح من فرنسا وحدها العام الجاري في مقابل نحو نصف مليون الماني. لكن هذه التوقعات قد تشهد انتكاسة قبل اسابيع قليلة من ذروة الموسم السياحي التي تبدأ في شهر حزيران/يونيو المقبل . وقال عفيف كشك رئيس المرصد التونسي للسياحة ومدير نزل بمدينة بنزرت اقصى شمال البلاد ل (د.ب.أ) "هجوم باردو ستكون له تأثيرات كبيرة جدا على السياحة، اتوقع الآن توقف الحجوزات وسيبدأ السياح باختيار وجهة اخرى بدل تونس". وأضاف كشك "المستهلك الأوروبي وهو الحريف الأول للسياحة التونسية لا يأبه بالتصريحات السياسية المتضامنة. هو حريف واقعي". وزادت المخاوف في القطاع السياحي مع اقتراب الخطر الارهابي الى قلب العاصمة بعد أن كان مقتصرا على الجبال والمرتفعات.