تشهد الكرة الأرضية الجمعة المقبل (20 مارس 2015) بمشيئة الله كسوفا كليا للشمس يشاهد في (غرين لاند) و(آيسلندا)، في حين يرصد جزئيا في أقصى شمال السعودية وبلاد الشام وشمال إفريقيا وأوروبا وشمال غرب آسيا؛ نظرا لأن هذه المناطق تقع خارج مسار ظل القمر. ويميز هذا الكسوف الشمسي أن القمر يصبح في المحاق بعد 14 ساعة فقط من وصوله إلى نقطة الحضيض (أقرب نقطة في مداره حول الأرض)، ما يجعله قمر محاق (عملاق) وتأثيره سوف يكون على المحيطات في ظاهرتي المد والجزر، ويشاهد الكسوف جزئيا في أقصى شمال المملكة (عرعر، طريف، طبرجل، سكاكا، دومة الجندل، صوير، النبك أبو قصر، ضبا، حقل، تبوك، حالة عمار، الحديثة، مقنا، حزم الجلاميد، المويلح، جبل اللوز، البدع، القليبة، الخريبة، بئر بن هرماس)، والنسبة المغطاة من سطح الشمس صغيرة جدا ولن تتجاوز أربعة في المائة، ومدة الكسوف ستتراوح بين 12 دقيقة وساعة وربع الساعة؛ نظرا للموقع الجغرافي البعيد عن مسار الكسوف ووقوع الأجزاء الشمالية من المملكة في أقصى أطراف شبه ظل القمر. وأشارت الجمعية الفلكية بجدة إلى أن مسار الكسوف الكلي، سوف يعبر بشكل رئيسي فوق شمال المحيط الأطلسي، حيث سيبدأ ذلك المسار مع شروق الشمس جنوب (غرين لاند) ويدور (شرق غرين لاند) و(آيسلندا) عند الظهر وأقصى مدة سوف يستغرقها الكسوف وينتهي إلى الشمال (غرين لاند) عند غروب الشمس، وأفضل المواقع للرصد في (جزر الفارو) في البحر النرويجي و(جزر سفالبارد) الواقعة في منتصف الطريق بين النرويج والقطب الشمالي. والكسوف الجزئي سوف يبدأ -بمشيئة الله- على مستوى الكرة الأرضية الساعة 10:41 صباحا بتوقيت مكةالمكرمة، يتبعه بعد ذلك الكسوف الكلي الساعة 12:09 ظهرا، ويبلغ ذروته العظمى الساعة 12:45 ظهرا، في موقع يبعد 200 ميل شمال (جزر الفارو) ويستمر في شكله الكلي دقيقتين و26 ثانية وينتهي الكسوف الكلي الساعة 1:22 ظهرا، يتبعه بعد ذلك نهاية الكسوف الجزئي الساعة 2:50 ظهرا. ويتزامن انتهاء الكسوف الشمسي بحدوث الاعتدال الربيعي فجر السبت (21 مارس 2015) عند الساعة 1:45 فجرا بتوقيت مكةالمكرمة حيث تعبر الشمس ظاهريا خط الاستواء قادمة من جنوب السماء متجهة نحو الشمال مؤشر على بداية فصل الربيع في النصف الشمالي والخريف في النصف الجنوبي وتقريبا يتساوى الليل والنهار في كافة أنحاء الكوكب، فيما تكون أشعة الشمس عمودية على منطقة الاستواء وتتوزع الحرارة والإضاءة بشكل متساو على نصفي الكرة الأرضية، وفي المناطق الواقعة شمال وجنوب المنطقة الاستوائية، تتلقى الأشعة الشمسية مائلة تتناقص من 90 درجة على خط الاستواء حتى الصفر في القطبين وذلك بسبب ميل محور الأرض بمقدار 23.5 درجة. ولكن لأن الأرض لا تتوقف أبدا في حركتها حول الشمس، فإن هذا التساوي سوف يتغير بسرعة، ويلاحظ الراصد في يوم الاعتدال الربيعي أن الشمس تشرق من نقطة الشرق الأصلية وتغرب في نقطة الغرب الأصلية، إضافة إلى أن الفجر أصبح مبكرا وأصبحت الشمس تغرب متأخرة.