هناك تسونامي من الاهتمام في ساعة أبل الجديدة، حيث كشفت أكبر شركة في العالم عن مزيد من التفاصيل حول هذه الأداة قبل بضعة أيام. لكن جزءا من عاصفة تويتر، كان يدور أساسا حول ما إذا كانت النسخة الراقية المقررة من الساعة - نموذج إدشن المصنوعة من الذهب عيار 18 قيراطا - لديها القدرة على رفع سعر المعدن الأصفر. هذه التكهنات في جزء منها تعكس يأس المتحمسين للذهب الذين يبحثون دائما عن سبب لشرائه. لكنه أيضا يدل على مدى القوة التي أصبحت عليها أبل، وحتى لو كان كل ما تفعله هو أساسا اختراع مصيدة فئران أفضل ومن ثم بيع نفس المنتج في مجموعة متنوعة من مختلف الأحجام. نقرأ في البريد الإلكتروني اللاهث يوم الجمعة من شركة تدعى جولدكور، التي تقدم خدمات شراء وبيع المعادن الثمينة: «قد تستهلك أبل ما يصل إلى 756 طنا متريا من الذهب سنويا في عملية إنتاج ساعة أبل الجديدة الفاخرة». وأضافت: «وهذا يعادل تقريبا ثلث إجمالي إمدادات مناجم الذهب العالمية في السنة. وقد يكون له عواقب هائلة على سوق الذهب وقد يدفع الأسعار نحو الارتفاع». نعم، إنك تقرأ هذا على نحو صحيح. أبل، إذا ما تبين صحة رأي المتفائلين في معدن الذهب، سوف تشفط ما مقداره ثلث الذهب في العالم في كل عام لبهرجة ساعاتها. لكن هذا الادعاء الذي لا يصدق يعتمد على بعض الافتراضات الضعيفة جدا في كل خطوة تقريبا. يبدو أن التكهنات قد بدأت مع تقرير وول ستريت جورنال الذي يقول: إن أبل قد تبيع ما يصل إلى مليون ساعة ذهبية شهريا. موقع التدوين الذي يسمى تيدبيتس يتناول بالتفصيل هذا الرقم المتضخم، وأصبح مشغولا مع بعض الأرقام التابعة له. المتفائلون في الذهب تحمسوا حول تكهنات بأنه سيكون هناك أونصتان من الذهب في كل ساعة، وأخذوا يطرقون على ما لديهم من الآلات الحاسبة الخاصة بالذهب، ليستنتجوا أن أبل سوف تحتاج إلى أن تكون في السوق من أجل الحصول على750 طنا من الذهب سنويا. حتى نضع هذا ضمن المنظور العام لاستهلاك الذهب، كان الطلب على الذهب من صناعة المجوهرات العالمية بأسرها العام الماضي 2153 طنا، وفقا لمجلس الذهب العالمي. جين مونستر، المحلل في بنك الاستثمار بايبر جافري والذي يراقب أبل منذ فترة طويلة، يعتبر إلى حد ما أقل مغالاة بشأن احتمالات المبيعات. يقدر البنك أن شركة رولكس، الرائدة في صناعة الساعات، تبيع 750 ألف ساعة على الأكثر سنويا، وهو رقم يقل بكثير عن مليون ساعة شهريا التي تم تقديرها لشركة أبل. ويتوقع مونستر أن أبل ستبيع 10 آلاف قطعة فقط من النموذج الأغلى - وهذا في العام، وليس في الشهر. عمل موقع لعلم قياس الزمن على الإنترنت يسمى تايم بلدر في عام 2006 على تحديد مقدار الذهب الموجود في ساعة رولكس بريزيدنت، الأقدم من بين ساعاتها المصنوعة من الذهب الخالص، والتي تشير الأسعار على موقع إيباي لتجارة التجزئة إنها تباع بسعر تجزئة يقع ما بين 10 آلاف دولار و 16 ألف دولار. يوجد في ساعة رولكس، بما في ذلك الصندوق والظهر والإطار الخارجي والسوار، ما هو أقل قليلا من 75 جراما من الذهب، أو حوالي 2.4 أونصة. نحن لا نعرف حتى الآن كم ستبلغ تكلفة النسخة المبهرجة من ساعة أبل. يتوقع مونستر أن تبلغ تكلفتها حوالي 5 آلاف دولار، وربما ترتفع إلى 7500 دولار عند دمجها مع الأحزمة الراقية. ونحن لا نعرف أيضا مقدار الذهب الذي ستستخدمه. سعر الذهب الحالي حوالي 1175 دولارا للأونصة، وبالتالي فإن وضع أونصتين من الذهب حول تكنولوجيا ساعة أبل من شأنه أن يكلفها 2350 دولارا لكل ساعة. في ذروة الذهب الأخيرة حين كان سعر الأونصة 1900 دولار في سبتمبر 2011، يرتفع ذلك إلى 3800 دولار. (قسم الخزينة لدى أبل سوف يحتاج إلى إنفاق الكثير من الوقت للتحوط في السوق الآجلة لحماية الشركة - أو تكديس الكثير من المعادن - إذا كانت لا تريد أن تكون تحت رحمة تقلبات السوق). من الواضح لماذا يريد المتفائلون في الذهب من قصة أبل أن تكون صحيحة. مع الاحترام الواجب لهؤلاء المستثمرين الذين يستخدمونه كمخزن للقيمة بدلا من المضاربة بشأن سعره، الذهب الآن أقل بنسبة 10% عن ذروته في شهر يناير الماضي، وبدأت الخسائر من أول عام 2011 تقترب من 40%. لكن يبدو من غير المحتمل أن ساعة أبل سوف تشتمل على كمية من الذهب تكون قريبة ولو من بعيد من الكمية الموجودة في ساعة رولكس بريزيدنت - وخاصة عند مسألة السعر والذي هو قيد البحث. ويبدو أيضا أن من الإغراق في الخيال أن نتوقع أن المبيعات الشهرية من أبل سوف تتفوق على الطلب السنوي الذي تتمتع به ساعات رولكس. لا تفهموني خطأ: أريد اقتناء إحدى ساعات أبل، على الرغم من أنها في الأساس نسخة مصغرة من آي فون، والذي يعتبر بدوره نسخة مصغرة من آي باد، والذي هو نفسه مجرد آي ماك صغير، والتي أملكها جميعها من قبل. ولكن بغض النظر عن مدى شعبية الساعة، لن تلاقي أبل نجاحا باهرا بما يكفي لإنقاذ سعر الذهب.