بعد تدخلها السافر في الشأن اللبناني الداخلي محدثة شرخا أمنيا واضحا أدى وما زال يؤدي الى قلق الأوساط السياسية اللبنانية وانزعاجها، وبعد تدخلها المعلن في الشأن السوري حيث زجت بعساكرها للقتال الى جانب النظام الأسدي في محاولة يائسة لانقاذه من ثورة المقاومة، وبعد أن تدخلت علنا في الشأن الداخلي لمملكة البحرين لزر ع مساحات من القلق والعنف والطائفية في شوارعها الآمنة المسالمة. بعد تلك التدخلات في تلك الأقطار وغيرها من التدخلات الخفية في أقطار أخرى ها هي ايران اليوم تتدخل من جديد في الشأن اليمني لتأجيج الأوضاع الساخنة هناك عن طريق تدريبها الحوثيين لمواجهة الحكومة والرئيس اليمني المنتخب حيث كشفت مصادر مطلعة مسؤولة عن تدخل طهران في الشأن اليمني لتدريب المقاتلين الحوثيين ميدانيا وزجهم في المعارك على أرض اليمن التي ما زالت تغلي كالمرجل بفعل الأوضاع الطاحنة هناك، وجاء الايرانيون ليزيدوا الطين بلة ويصبوا الزيت على النيران المشتعلة هناك. ويبدو واضحا للعيان أن ايران بتدخلاتها السافرة في شأن بعض الدول الخليجية وبعض الدول العربية تريد زعزعة الأمن والاستقرار والطمأنينة على بعض الأراضي الخليجية والعربية المسالمة، وعلى الأراضي السورية التي لا ينقصها التدخل الايراني فهي مشتعلة في الأصل، غير أن ساسة طهران بتدخلهم العسكري في دمشق يريدون الابقاء على النظام السوري لمساعدته على سفك مزيد من الدماء والابقاء على الأوضاع المتأججة في المنطقة على ما هي عليه. ورغم محاولة اليمنيين الدؤوبة والحثيثة للتوصل لاتفاق يتمحور في وضع ترتيبات المؤسسة الرئاسية خلال المرحلة المقبلة بتشكيل مجلس رئاسي بقيادة الرئيس اليمني الحالي وممثلين عن المكونات السياسية الرئيسية في البلاد الا أن ساسة طهران لا تروق لهم تلك الترتيبات ويريدون حشر أنوفهم في الشأن اليمني الداخلي رغبة منهم في استمرار الصراع هناك وتأجيجه وتأزيمه. ولا شك أن المجتمع الدولي اضافة الى العقوبات التي فرضها على طهران للحيلولة دون استمرار ساسة ايران في صنع القنابل النووية الفتاكة ليهددوا بها أمن واستقرار وسلامة الدول الخليجية والدول العربية في المنطقة، لا شك أن المجتمع الدولي مطالب اليوم في ضوء التدخلات الايرانية السافرة في شؤون دول المنطقة سياسيا وعسكريا بوضع حدود فاصلة وقاطعة لتلك التدخلات التي لا تهدف طهران منها الا لزعزعة الأمن في المنطقة واصابة استقلال دولها في مقتل. ان الحرس الثوري الايراني ما زال يحضر لدفعات مدربة من المقاتلين الحوثيين لزجهم الى القتال في اليمن في وقت يسعى فيه المخلصون من اليمنيين وأصدقائهم لرأب الصدع على أرض اليمن والوصول الى تسويات عقلانية ومنطقية تطفئ نيران الفتن والقلاقل والأزمات التي تكاد تعصف باستقلال اليمن وتؤثر سلبا على سلامة دول المنطقة بأسرها. ويتضح من التدخلات الايرانية السياسية والعسكرية في الشؤون الداخلية للدول الخليجية ودول المنطقة أنها تسعى في السر والعلن لاطالة أمد الأزمات القائمة في بعض الدول العربية واشعال أزمات جديدة في دول خالية منها، ورغم تذرع طهران بأن تدخلها في اليمن انما جاء لتحرير أحد الدبلوماسيين المختطف من قبل عناصر متطرفة في صنعاء الا أنه من التذرعات الواهية التي تريد طهران من خلالها التدخل المباشر في الشأن الداخلي اليمني لزعزعة أمن اليمن واستقراره وسلامة أراضيه ومحاولة وقف كل الجهود المبذولة لانقاذ اليمن من الانعماس في بؤر القلق والفتن والنزاع.