أعلن الرئيس عبد ربه منصور هادي أمس صنعاء عاصمة محتلة من قبل الحوثيين، مشيراً إلى أن ما قامت به جماعة الحوثي التي وصفها ب "الحركة الانقلابية التابعة لإيران". ونُقِل عن هادي قوله في خطاب ألقاه بمدينة عدن خلال لقائه بمشايخ وأعيان وقادة في الأحزاب السياسية لإقليم سبأ "إن صنعاء عاصمة محتلة من قبل الحوثيين، وما قاموا به مؤخراً ضد سلطات الدولة حركة انقلابية سنتصدى لها". واتهم هادي طهران بالعمل مع الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح من اجل عرقلة المرحلة الانتقالية والمبادرة الخليجية. وأضاف "لم أغادر صنعاء من أجل إعلان انفصال جنوب الوطن عن شماله، وإنما من أجل الحفاظ على الوحدة التي تحققت بين شطري البلاد عام 1990" ، وتابع هادي قائلا "من أولوياتنا في هذه المرحلة الحفاظ على الأمن والوحدة في البلاد". الى ذلك يجري مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، جمال بنعمر، مشاورات وترتيبات بشأن نقل المفاوضات بين الفرقاء السياسيين إلى خارج اليمن. وقالت مصادر سياسية ودبلوماسية متطابقة ل"الرياض" إن بنعمر بحث الترتيبات المتعلقة بالدولة التي سوف تستضيف الحوار، بعد أن كانت جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي العام رفضا نقل الحوار خارج صنعاء. والتقى بن عمر بشكل ثنائي بقيادات كل من حزب الإصلاح والاشتراكي والناصري لإقناعهم بالعودة إلى طاولة الحوار. وحسب مصادر داخل "الحوار" فإن بنعمر ناقش مع الحاضرين في جلسةٍ مساء السبت حضرها ممثلون للحوثي والمؤتمر الشعبي مسألة وضع جدول زمني للمرحلة الانتقالية ما بين 18-24 شهرا. وأضافت المصادر أن الحوار لم يتطرق إلى مسألة تشكيل مجلس رئاسي، وهو ما تصر جماعة الحوثي على حسمه. في هذه الأثناء وصلت طائرة إيرانية أمس إلى مطار صنعاء الدولي بناء على مذكرة التفاهم التي وقعتها جماعة الحوثي في مجال النقل الجوي، والتي منحت بموجبها شركتي الخطوط الجوية اليمنية و"ما هان اير" الايرانية، حق تسيير رحلات مباشرة بين البلدين. وتنص مذكرة التفاهم، التي وقعت أمس السبت، على تسيير اربع عشرة رحلة اسبوعياً في كل اتجاه لكل شركة، على أن تدخل المذكرة حيز التنفيذ من تاريخ التوقيع عليها، بحسب وكالة "سبأ" التي تديرها جماعة الحوثيين. وتعد الرحلة الايرانية التي وصلت امس وعلى متنها "معونة طبية وخبراء من الحرس الثوري الايراني" اول ثمرة من ثمار التعاون الحوثي- الايراني بشكل علني على صعيد المؤسسات الرسمية التي تسيطر عليها الجماعة في صنعاء. وعلى الفور دان مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية الاتفاقية التي وقعت بين هيئة الطيران اليمني ونظيرتها الإيرانية غير وقال انها ملزمة لليمن لكونها وقعت من أشخاص ليس لهم شرعية قانونية ودستورية. وعبر المصدر عن إدانته لهذا العمل الذي يندرج في إطار الدعم الإيراني للجماعات الحوثية التي انقلبت على الشرعية الدستورية. ودعا المصدر السلطات الإيرانية احترام سيادة اليمن والشرعية الدستورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم استغلال الظروف الحالية التي يمر بها البلاد لعقد اتفاقات مع جهات غير مخولة بعقد هذه الاتفاقات، وقال إلى أن وصول أول طائرة إيرانية إلى مطار صنعاء الدولي يعتبر انتهاكا للسيادة اليمنية، وتوعد المصدر بمحاسبة من قاموا بذلك بالتوقيع على هذه الاتفاقية. وكانت وصلت اول طائرة ايرانية الى العاصمة صنعاء امس الاحد وهي تحمل معدات طبية. وبعد وصول الرحلة الايرانية توجه إلى العاصمة الإيرانيةطهران امس وفد حوثي برئاسة مستشار رئيس الجمهورية رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثي "انصار الله" صالح الصماد في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام. وبحسب وكالة الانباء الرسمية (سبأ)، فقد أوضح الصماد أن الوفد والذي يضم اقتصاديين ووكلاء الوزارات ومسؤولي الجهات الحكومية، سيجري خلال الزيارة مباحثات مع المسؤولين في الحكومة الإيرانية تستهدف بحث آفاق تعزيز التعاون المستقبلي. وأتهم الصماد الحكومة السابقة في الارتماء بأحضان بعض الدول أدى إلى التأثير سلبا على العلاقات مع إيران، حسب قوله. وقال إن هذه الزيارة تأتي في إطار ترجمة ماجاء في خطاب عبد الملك الحوثي الذي تحدث عن إمكانية فتح آفاق جديدة للعلاقات مع الدول التي تحترم إرادة الشعب اليمني وسيادة أراضيه. آلاف المؤيدين للرئيس هادي يهتفون ضد الانقلاب الحوثي في إب (أ ف ب)