السبت.. أسأل نفسي كثيرا : هل يمكن أن تتغير الموازين والمبادئ حسب الأحداث والمجريات؟ فكيف يكون موقفك أمس مع إعطاء الجمعية للأندية الرياضية دورها في ممارسة حقها الديموقراطي.. ويتغير الموقف هذا اليوم بأن تسلم من نفس هذه الاندية في ممارسة حقها الذي كفله لها القانون..؟! فعندما احتجت للجمعية العمومية في الدفاع عنك للبقاء في منصبك وكرسيك اعتبرت أن شرعيتك هي الجمعية العمومية التي حولتها الى درع واقية وكاسر للأمواج حتى تبقى وتستمر في كرسيك .. وعندما بدأت الجمعية العمومية في محاسبة أخطائك المتكررة وتجاوزاتك وإخفاقاتك المتتالية .. اعتبرتها عدوا يهدد استقرارك واستمرارك..!! الأحد.. وقفت الجمعية العمومية في حادثة «المحاكمة الكروية» الشهيرة مع اتحاد الكرة بكل قوتها .. ورفضت تحركات ثلة من الاندية التي وصفت - يومها - بأنها أندية مارقة .. رغم أن التاريخ أنصفها قانونيا وتاريخيا .. ورضخ الاتحاد لقرار المحكمة بإعادة الانتخابات. وأعيدت الانتخابات إجبارا .. واستخدم الاتحاد الجمعية العمومية في فرض مشروع «دوري المحترفين» واعتبر المشروع رغبة الجمعية العمومية، لذلك تمسك بإقامته نزولا عند رغبة الاندية. الاثنين.. ورغم أن الاتحاد يرى أنه حقق انجازات طويلة وعريضة - حسب التقرير الذي بعثه للأندية في دعوته لاجتماع الجمعية العمومية غير العادية التي استعرض فيها إنجازاته منذ عام 2007 حتى عامنا هذا 2015- إلا انه قدم الكثير من التنازلات بناء على طلب أندية التكتل ضمن طلبها في «11 طلبا» كان معظمها مجابا حسب الخطابات الرسمية التي تبادلها الاتحاد مع الاندية، بشرط أن تسحب الاندية طلب «حجب الثقة» وهو ما يثير تساؤلا مهما في المشهد الكروي : كيف تتنازل عن تغيير الجهازين الفني والاداري وإقالتهما، وتوافق على تخفيض راتب الخبير الفني بنسبة «75٪» وإقالة الموظفين الذين هم من أصل أعضاء بالأندية وغيرها من التنازلات، في الوقت الذي تؤكد فيه خلال بيانك المطول أنهم حققوا نجاحات كبيرة ؟ أليس هذا تناقضا في المواقف والشعارات..؟! الثلاثاء.. المعلوم أن الممارسة الديموقراطية تقوم على مبدأ الشفافية والوضوح وتقبل الرأي والرأي الآخر حتى لو لم أكن معك .. ولا تقوم على سرد إنجازات كروية يمكن وصفها بالاضحوكة اذا ما قارنتها بالواقع والزمن .. فكيف يتحول ترتيب المنتخب الوطني الكروي في التصنيف الدولي ل (91) عام 2015 ونقول : إنه تطور للمنتخب على المستويات الخليجية والعربية والآسيوية والدولية كما وصفتها عريضة الإنجازات. فيما كان تصنيف المنتخب عام 2004 (54) على مستوى العالم .. أليس هذا تراجعا واضحا في تصنيف المنتخب بمقدار (37 درجة) ؟ الأربعاء.. في المقابل وضعت «أندية التكتل» تحت المجهر والمراقبة ومحاولة زعزعت اداراتها أو المؤثرين عليها من قريب لتشتيت تركيزها من خلال إيجاد أحداث جانبية سعيا لتوفير التوتر، إلا أن هذه الأساليب أصبحت مكشوفة «فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها». لذلك يشرب الاتحاد من نفس الكأس التي سقاها للأندية سابقا فأصدقاء الامس تحولوا الى أعداء اليوم .. والغريب أن أندية التكتل معظمها كانت واقفة في يوم من الأيام بقوة مع الاتحاد وكانت تدير وتقود الانتخابات وتحولت اليوم الى رأس حربة في حجب الثقة وهو تحول يعطي مؤشرا بأن الاندية أصبحت مقتنعة دون أن هناك خللا في المنظومة وأن الوعود الوردية ما هي إلا وعود فضفاضة على ورق..!! الخميس.. وفي الوقت الذي نكتب فيه أراءنا - حسب المشهد الماثل أمامنا - هناك من لا يعجبهم الرأي الآخر وهو يكتب ما يملى عليه بكل حرية، بل تتم محاربة بعض الاقلام وإيقافها والضغط عليها بأساليب ملتوية حتى لا تقول أو تنقل الحقيقة. فيما أقلام دخلاء الكرة .. والمطبلين الذين يشبهون - الى حد بعيد - المستأجرين يحاربون ويفسرون ويؤولون الديموقراطية التي لا تأتي على هواهم .. في الوقت الذي كانوا يصفقون ويشيدون ويتغنون بالديموقراطية عندما كانت حسبما يشتهون..!!