من جديد الفارس والمارد، ولكن هذه المرة في منعطف مفصلي، ومساحة ليس في لونها صبغة الرمادي (يا أسود يا أبيض) في دوري الدرجة الأولى. ساعد الله قلوب (الدماميين)، ومحبي الاتفاق والنهضة، فالقلب اليوم لا يتسع إلا لحبيب واحد، فالعاطفة تتجه للأصل، لأن الموقف يشبه إلى حد ما مباريات خروج المغلوب. بصراحة أكثر، ليس هناك موقف نجسد فيه علاقة الاتفاقيين بالنهضاويين في العشرين سنة الماضية، أي بعد انتهاء التنافس بينهما في دوري الكبار، وهبوط المارد للثانية ووصوله للأولى ثم العودة للأضواء، والهبوط المتجدد, وعطف الفارس وجماهيره عليه في تلك الحقبة، وانقلاب الصورة بهبوط فارس الدهناء للأولى لأول مرة في تاريخه وتعاطف النهضاويين معه، وإحساسهم بالذنب لأنهم خطفوا منه ثلاث نقاط العام الماضي في دوري الأضواء، وهم الفريق الذي كتب شهادة هبوطه من دوري الكبار منذ وقت مبكر، إلا الموقف الذي يعيشه مدرب النهضة الحالي، ونجم الاتفاق السابق سمير هلال، فكل العواطف والمشاعر المتناقضة جمعها في مواجهة اليوم. مشاعر متناقضة يعيشها (المحايدون) في الساحل الشرقي مع لقاء الاتفاق والنهضة، ولكن الجميع يتفق على قاعدة واحدة، أن الفائز بينهما لا يتعطل في الجولات القادمة، لضمان تمثيل (دمامي) في جميل، بعد أن تراجعت هذه المدينة عن أضواء (جميل) لموسم كامل، بعد أن كان اسمها في قمة الهرم الخليجي والعربي. ويبدو أن هذا اليوم لغز محير في الساحل الشرقي، وأعني للمحايدين منهم، ففي الضفة الأخرى، هناك القادسية والصفا، والأول يلعب لحصد إحدى بطاقتي الصعود، والثاني للبقاء في دوري الدرجة الأولى، وهي معادلة صعبة جدا. يوم المشاعر على ضفاف الخليج، ورغم الصعوبة، إلا أن الجميع لا يريد المواجهتين أن تنتهيا بالتعادل، فالأخير ليس في مصلحة الفرق الأربعة. وما دام الحديث عن المشاعر والأحاسيس، فإن مع الشاعر أحمد علوي الذي أبدع في مشاعره المتناقضة بأبياته القائلة: (تعلق بي تعلق وانا قلبي معلق عشقني هو عشقني وانا يا ناس اعشق دلوني شسوي احب اثنين وهقه اذا الاول ذبحني قتلني الثاني عشقه)