أدلى الناخبون في جزر القمر بأصواتهم، الأحد، في دورة ثانية من انتخابات تشريعية تشكل إعادة توازن القوى بين الرئيس الأسبق أحمد عبدالله سامبي، المؤيد للتقارب مع العالم الإسلامي والغالبية الرئاسية الحالية، رهانها الرئيسي. وكانت الدورة الأولى من الاقتراع الشهر الماضي، أفضت إلى فوز ثلاثة من الأحزاب ال26، أحدها حزب جوا (الشمس) بزعامة سامبي، الذي استبق الحملة الرئاسية في 2016، ويمكن أن يصبح القوة الأولى في الجمعية الوطنية. وكان سامبي الذي تثير علاقاته مع إيران قلق جزء من الناخبين، شغل منصب الرئاسة في البلاد من 2006 إلى 2011. ويشعر السكان بالاستياء بعد تراكم ثلاثة أشهر من الرواتب المتأخرة في القطاع العام، والمصاعب الناجمة عن الانقطاع المزمن للماء والكهرباء. وتخلو جزر القمر من البنى التحتية السياحية، خلافا لجزيرة موريشيوس أو جزر السيشيل، رغم المناظر الخلابة لأشجار النخيل والمياه اللازوردية. وفي العاشر من فبراير، وعلى هامش احتجاج استمر 72 ساعة على انقطاع الماء والكهرباء في جزيرة القمر الكبرى، أطلق الجيش الرصاص الحي وأوقع ثمانية جرحى، منهم أربعة في حالة خطرة في ميتسودجي القريبة من العاصمة. ونسب الحادث بعد ذلك إلى تعثر صفقة لخمر النخيل بين الجيش والناس. وتولى سامبي الذي يدعو إلى «صحوة كبرياء جزر القمر» الرئاسة من 2006 إلى 2011، وتقرب من العالم العربي-الإسلامي من دون أن يتخلى عن مساعدة فرنسا حيث يعيش بين 200 إلى 300 ألف من مواطني جزر القمر. لكن علاقاته مع إيران التي تلقى تعليمه فيها، تقلق قسما من الناخبين في هذا البلد الذي يدين بالإسلام السني، ويدعو إلى إسلام ملتزم ومتسامح تجسده شخصية قاضي القضاة سعيد محمد جيلان، الذي توفي هذا الشهر في موروني. وقد فاز حزب سامبي بالأكثرية في مجلس انجوان (إحدى الجزر الثلاث للأرخبيل)، مما يعطيه ثلاثة مقاعد إضافية في الجمعية الوطنية، فضلاً عن نائب انتخب في الدورة الأولى. ويتعين ملء ثلاثة وثلاثين مقعداً في الجمعية الوطنية الجديدة، ينتخب 24 منهم بالاقتراع العام المباشر، أما التسعة الآخرون فيعينهم نظراؤهم في البرلمانات المحلية للجزر الثلاث. وفي مواجهة فريق سامبي، فاز الاتحاد من أجل تنمية جزر القمر بزعامة الرئيس الحالي للدولة إكليل ظنين بنائبين، لكنه يتخوف من أن يضطر إلى التعايش حتى 2016 مع أكثرية معادية. ولا يزال حزب ثالث أيضاً يخوض المنافسة، هو مؤتمر تجديد جزر القمر الذي يرأسه أيضاً الرئيس السابق الكولونيل غزالي عثمان. وجزر القمر التي يقل عدد سكانها عن مليون نسمة وشهد تاريخها المضطرب عشرين انقلاباً أو محاولة انقلاب منذ الاستقلال في 1975.