تحت شعار - مكافحة الإرهاب - ونيابة عن قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - افتتح سمو أمير منطقة مكةالمكرمة المؤتمر العالمي الإسلام ومحاربة الارهاب. ولا شك في أن أهمية هذا المؤتمر تجيء انطلاقا من الظروف الخطيرة التي تمر بها دول العالم قاطبة. حيث إن الأحداث التي يمر بها معظم تلك الدول دقيقة وحرجة وتقتضي العمل على التصدي لتلك الظاهرة ومحاولة احتوائها، فهي - اضافة الى ما تشكله من أخطار وخيمة وعواقب كبرى لكافة المجتمعات البشرية الآمنة دون استثناء - تسيء في الوقت نفسه لصورة الإسلام أمام الرأي العام العالمي، وتحاول تشويهها بتلك الأفاعيل الاجرامية الخبيثة. والتشويه ينطلق في أساسه من محاولة أصحاب تلك الظاهرة ترويج أنشطتهم الشيطانية باسم العقيدة الإسلامية السمحة التي نادت بمحاربة تلك الأنشطة واحتوائها، ومواجهة تلك الظاهرة الخبيثة انطلاقا من تلك المناداة تعتبر مطلبا إسلاميا ملحا. فالجماعات الارهابية - بمختلف مسمياتها - مازالت تكفر المجتمعات، وتستبيح الدماء المعصومة، وتعيث في الأرض خرابا وفسادا وتدميرا، وتلك ممارسات حاربتها العقيدة الإسلامية بمبادئها وتشريعاتها السمحة. وإزاء ذلك فان كافة دول العالم مطالبة اليوم بمواجهة تلك الظاهرة ومحاربتها والحيلولة دون تمددها، ومطالية بمحاربة كافة التوجهات الداعمة للتنظيمات الارهابية، ولكل الأصوات المروجة للطائفية والحزبية. لقد وقفت المملكة - دائما - ضد موجة الارهاب البغيضة الساعية لاثارة الفتن والبغضاء والقلاقل والأزمات داخل المجتمعات البشرية، ونادت علماء الأمة الإسلامية بالتصدي لكل التيارات المنحرفة تبيانا للحق، وتحذيرا من صور الباطل ومن يحاول الترويج له بمختلف الأساليب الارهابية الضالة والمضللة. وقد سعت المملكة - في الوقت نفسه - لبذل كافة جهودها مع المجتمع الدولي لمواجهة الارهاب وتقليم أظافر الإرهابيين أينما وجدوا، والتحذير من ألاعيب أصحاب تلك الظاهرة المكشوفة للقفز على مبادئ الإسلام، وتشويه صورته الناصعة أمام كافة المجتمعات. ومازالت المملكة تركز على أهمية الأدوار الريادية التي يجب أن يضطلع بها علماء الأمة الإسلامية ومفكروها وأساتذة جامعاتها، إضافة الى سائر الجمعيات الإسلامية في العالم لدراسة ومناقشة كافة البحوث والموضوعات والأوراق المتعلقة بتلك الظاهرة المنبوذة من خلال الرؤية الشرعية. ودراسة الأخطاء السائدة في ضبط المفاهيم التي نادت بها العقيدة الإسلامية وتنقيتها من أساليب التعصب المذهبي والتحزب الطائفي ومختلف الأساليب المنحرفة التي أدت الى انخراط بعض الشباب في سلك تلك الظاهرة لجهلهم بمقاصد الإسلام الصحيحة وتصديقهم ما يروج له أصحاب تلك الظاهرة من ادعاءات فارغة يزعمون أنها تمت للإسلام بصلة وهي مفصومة عنه وبريئة منه. إن حرص المملكة وفقا للبرامج المطروحة في المؤتمر ينصب على دراسة ومناقشة الوسائل الكفيلة باحتواء ظاهرة الارهاب وايقاف مخاطرها المحدقة بكافة المجتمعات البشرية ومناقشة الآثار التي خلفها الارهابيون حيال تشويههم صور الإسلام الناصعة ومناهجه الربانية العادلة وأهدافه السامية بنبذ الطائفية والفتن والتطرف والغلو ومختلف مسميات الارهاب وأشكاله ومساراته المضللة.